رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قبل ما يقرب من ثمانين سنة، وتحديدا سنة 1939، كان الملك فاروق يجلس على عرش مصر، وكان العيد على الأبواب، وتردد أنه ربما سيوافق يوم الجمعة، وهو ما يعنى الجمع بين صلاتين وخطبتين، ففى صلاة العيد يجتمع المسلمون ويخطب فيهما، وكذلك فى صلاة الجمعة، وهو ما يعد فى العرف نذير شؤم على الحاكم، إما أن يتم خلعه أو يتوفاه الله عز وجل، هذه الأقاويل بدأت تتردد بين العامة والنخب آنذاك، والعمل؟، هل نرحل رؤية الهلال ليوم تال أم نترك الوضع على ما عليه ونختبر المقولة فى الملك فاروق، إن مات خير وبركة، وإن عاش تفقد الرواية مصداقيتها.

هذه الخرافة لم تكن وليدة ثقافة وعادات فترة العشرينيات والثلاثينيات، بل كانت تعود إلى مئات السنين ترددت الرواية فى العصر الفاطمى، والأيوبى، والمملوكى، والعثمانى، ويقال إن هذه الرواية بدأت منذ بداية الدولة الأموية، وقيل إن الفقهاء أيامها كانوا يحركون الهلال لكى يتفادوا كارثة موت الحاكم، وذكر أن هذه المخاوف دفعت بعض الفقهاء إلى إنتاج خطاب فقهى يتوافق مع سلامة الحاكم، حيث أجاز البعض عدم الجمع بين الصلاتين والخطبتين، خطبة العيد وخطبة الجمعة، وسمح للمسلمين بترك الفرض وهو صلاة الجمعة، تحت دعوى أن المقصود من اجتماع المسلمين والاحتفال بالتقابل قد تم فى صلاة العيد، بمعنى أن فضل جماعة العيد فى الجمع الكبير وفى الخطبة التى تلقى عليهم، أو حسب صياغة مجموع الفتاوى: يوم الجمعة عيد ويوم الفطر والنحر عيد، ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد إدخال إحداهما فى الأخرى، كما يدخل الوضوء فى الغسل وأحد الغسلين فى الآخر، وقيل إن الرسول نفسه قد شهد الجمع بين العيد والجمعة، ونقل عنه أنه رخص بترك الجمعة.

والسؤال هل رواية الجمع هذه مجرد حكاية شعبية ترددت فى العصور الإسلامية، وكانت وليدة مخيلة بعض المقربين من الحكام؟، ما هى حقيقة هذه الرواية؟، هل لها أصول فى التاريخ الإسلامى هل لها موضع فى السنة النبوية؟، هل الرسول الكريم شهد بالفعل الجمع بين الصلاتين؟.

[email protected]