رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بمناسبة تكليف الدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة، لابد من وجود الوزير السياسى الذى يرسم الخطط المستقبلية لوزارته ويعالج الثغرات البشعة التى تعانى منها كل وزارة.. الحكومة السياسية  خلال المرحلة القادمة، ضرورة ملحة، بديلاً لحكومة التكنوقراط، وقد أثبتت الأيام أن الوزير السياسى هو الأصلح والأنفع للبلاد، وعدم وجوده يزيد من الأزمات وتزداد المشاكل التى يعانى منها المواطنون.

فى ظل بناء الدولة الجديدة، لا يمكن أبداً بأى حال من الأحوال أن نستغنى عن الوزير السياسى، كما أن طبيعة المرحلة الحالية تستوجب وجود هذا الوزير السياسى لاعتبارات كثيرة، يمكن أن نجمل بعضاً منها، ويأتى فى مقدمتها أن لدينا فساداً واسعاً استشرى على مدار عقود من الزمن فى كافة المصالح والهيئات  ودواوين الوزارات ولا يزال يعشش وينخر كالسوس ويقضى على أية تنمية ممكن التفكير فيها.

هذا الفساد لا يمكن أبداً أن يزول ويختفى فى غياب الوزير السياسى الذى يرسم الخطط ويعلن الحرب على هذا الفساد حتى يقضى على دابره، أما إذا استمرت الأوضاع على هذه الشاكلة المريبة والخاطئة فلن يحدث أبداً أى نجاح ويزداد الفساد ضراوة وشدة وهذا ليس بخاف على أحد.. لذلك فإن دور الوزير السياسى أن يقضى على الفساد ويعد العدة كاملة لكل الخطط التنموية لما هو قادم.

الذين يتصورون أنه من الممكن بناء الدولة الحديثة فى ظل غياب الوزير السياسى واهمون ولا يدركون حقيقة وطبائع الأمور، وليس  معنى ذلك أن يتم الاستغناء عن الخبرة لدى التكنوقراط. فهؤلاء لهم دور آخر مهم فى المنظومة الجديدة.. ولابد أن يؤدوا ما تفرضه السياسة من خلال خطط الوزير السياسى، لكن الاعتماد فقط فى ظل هذه الظروف الراهنة على التكنوقراط فقط لا يفيد ولا يؤسس أبداً للدولة الجديدة.

الوزير السياسى هو العقل المفكر الذى تنهض به الوزارة أو الهيئة التابعة له، ومن هنا نحن فى حاجة شديدة جداً لهذا الوزير السياسى القادر على التفكير ووضع الخطط المناسبة لطبيعة المرحلة مع الاستفادة في التطبيق من خبرة التكنوقراط. البلاد تحتاج الآن لهذا الوزير السياسى القادر على التفاعل مع الواقع الجديد، ودراسة طبائع وحاجات الناس مع دراسة الوضع المؤلم الذى استشرى فيه الفساد وزاد واستوحش بشكل مخيف ولا أحد يقترب من علاج الخلل الناجم منذ سنوات طويلة.

غياب الوزير السياسى، جعلنا فى تأخر مستمر فى حين أن كل من حولنا فى بلاد الدنيا الواسعة، صنعوا نهضة كبيرة فى كل المجالات، فى حين أن مصر عندما كان يحكمها الوزراء السياسيون كانت شيئاً آخر وكانت البلاد الأخرى تأخذ النموذج المصرى قدوة لها، وهم تقدموا ونحن مازلنا نحبو بشكل يدعو الى الحسرة والأسى.

[email protected]