رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

تجاوز بعض النقاد حد التشجيع عندما بشروا بصعود محمد هنيدى لقمة الكوميديا فى نهاية التسعينيات، وقالوا إن هنيدى سيطيح بعادل إمام من أعلى القمة، لكن عادل إمام ظل متربعًا على العرش، وانطفأ نشاط محمد هنيدى، ولم نعد نراه كثيرا اللهم إلا فى مشهد من إعلان.. وقد التقيت عادل إمام قبل سنوات، ونقلت له ما يقوله النقاد فما كان منه إلا أن رفع حاجبه الأيمن وقال بطريقته الساخرة: «أنا الزعيم»، ولم يشأ أن يستمع إلى المزيد.. وقتها ترك لدى انطباعًا بأنه مغرور، لكن الأيام والأعمال أثبتت حقًا أنه هو الزعيم.. وبعيدًا عن كلام المجاملة والإطراء فهو علامة بارزة فى تاريخ السينما والمسرح والدراما العربية، أعماله ونجاحاته تشهد له.. ومنذ سنوات وأنا أوفر على نفسى عناء متابعة المسلسلات «الرمضانية»، ولا أكلفها حتى مجرد الاختيار من قوائم المسلسلات كل عام ،أكتفى فقط بمتابعة عادل إمام، ولا أشغل بالى بما يقدمه غيره، لأن ما يصادف نظرى من مشاهد لأعمالهم فى معظمها لا يشدنى.. ومنذ أن قرر عادل إمام تقديم عمل درامى فى رمضان وأنا أتابعه، عندما قدم «فرقة ناجى عطا الله»، و«العراف»، و«صاحب السعادة»، و«أستاذ ورئيس قسم»، و«مأمون وشركاه»، و«عفاريت عدلى علام».

وهذا العام يفاجئنى عادل إمام بمسلسل «عوالم خفية» الذى بدا فيه أكثر حركة من خلال أحداث درامية نسجها بدقة مجموعة كتاب هم أمين جمال، ومحمد محرز، ومحمود حمدان، الذين انتشلوا عادل إمام من الغرق فى بئر الكاتب يوسف معاطى مؤلف معظم أعماله السابقة.

وفى «عوالم خفية» أخرج عادل إمام إمكانات وقدرات كانت خفية، جعلتنى لا أتوقف أمام عمره وهو على مشارف الثمانين، وهو يؤدى دور صحفى نشيط مهنى، يكشف خفايا كثيرة للعوالم المستقرة فى قاع عالمنا المعروف، ويسلط الضوء على حقيقة مؤكدة، وهى أن العالم الذى نعيش فيه فى قاعه عوالم أخرى غير ما نراه. والوجوه التى نراها فى حياتنا ما هى إلا أقنعة تخفى كثيرًا من الحقائق، وما نراه على السطح ليس هو الحقيقة أبدًا، حتى إن عادل إمام وهو يؤدى دور الصحفى فى شخصية هلال كامل، كشف لى أنه هو الآخر له عالم خفى يعيش فيه هو وأسرته المفككة.

ولعل دور الصحفى محور العمل فى «عوالم خفية» هو الذى ربطنى بالمسلسل، أتابعه كل ليلة، وإن فاتتنى حلقة لجأت للانترنت لاستدراك ما فاتنى، لأن القصة فيها إسقاطات كثيرة على حال الصحافة المصرية الآن، وما وصلت إليه من حالة مزرية.. وعلى العموم وبعيدًا عن الجانب الفنى لعوالم عادل إمام الخفية، فإنه وباقتدار قد أثبت لجمهوره «الكبير» أنه مازال وحده متربعًا على عرش الدراما التليفزيونية، بعد أن زحف إليها من بداية أعماله فى «أحلام الفتى الطائر» مرورًا بمسلسلي «دموع فى عيون وقحة» و«جمعة الشوال»، واستقر عليها دون منازع زعيمًا دون غيره من الأدعياء.

[email protected]