رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

يقال إن المصافحة لم تكن من العادات المشهورة بين سكان الجزيرة العربية، وقيل إن تحيتهم لبعضهم البعض كانت فى معظمها شفوية، مثل: حياك الله أو حياك.. ثم يذكر الصنم. وإذا كان صباحا قالوا: أنعم صباحا وعم صباحا، أما إذا كانوا جماعة فيقول عندئذ: أنعموا صباحا، وعموا صباحا، وإذا كان الوقت مساء، قال: أنعم مساء وعم مساء وأنعموا مساء إذا كانوا جماعة»، وقد عرفوا المصافحة وكانت(أنظر: المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام) باليد اليمنى. وقد يتصافحون باليدين. وقد يتعانقون، إذا كانوا قد جاءوا من سفر أو من فراق. وقد أشير فى الحديث إلى المصافحة باليدين عند اللقاء».

وذكر ابن حجر(بكتابه فتح البارى) فى رواية لأبى ذر عن الحموى والمستملى وللباقين باليدين، وفى نسخة باليمين وهو غلط، وصافح حماد بن زيد بن المبارك بيديه، وذكر البخارى فى ترجمة أبيه (فى التاريخ الكبير)، أنه يلقب بأبى الحسن، وأنه رأى حماد بن زيد، وصافح ابن المبارك بكلتا يديه، وقال فى ترجمة عبدالله بن سلمة المرادى، حدثنى أصحابنا يحيى وغيره عن أبى إسماعيل بن إبراهيم قال: رأيت حماد بن زيد وجاءه بن المبارك بمكة فصافحه بكلتا يديه.

وقد قيل إن المصافحة غير عربية، وعرفها العرب من العجم (الفرس)، جاء فى مسند الرويانى (ت 307 هـ)أبى العلاء بن الشخير، عن البراء(ح 419): لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصافحني، فقلت: يا رسول الله، كنت أحسب أن هذا من زى العجم، فقال نحن أحق بالمصافحة منهم، ما من مسلمين التقيا فتصافحا إلا تساقطت ذنوبهما بينهما، وفى سنن أبى داود (باب المصافحة)، قيل إن عرب الجزيرة عرفوا عادة المصافحة من أهل اليمن: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، حدثنا حميد، عن أنس رضى الله عنه قال:  لما جاء أهلُ اليمن، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة»، وما يرجح ما سبق وذكرناه بأن المصافحة لم تكن من عادات سكان الجزيرة العربية، ما رواه الترمذى فى سننه (باب المصافحة) عن سويد، قال: أخبرنا عبدالله، قال: أخبرنا حنظلة بن عبيد الله، عن أنس بن مالك، قال: قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحنى له؟،  قال: لا، قال: أفيلتزمه ويقبله؟، قال: لا، قال: أفيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: نعم»، وذكر الترمذى كذلك من نفس الطريق، ما يؤكد أنها كانت حديثة العهد بعرب الجزيرة: «سويد، قال: أخبرنا عبدالله، قال: أخبرنا همام، عن قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك: هل كانت المصافحة فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قال: نعم».

 

[email protected]