عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

بانسحابه من الاتفاق النووى مع إيران، يبدو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى نظر بعض السياسيين والإعلاميين وكأنه يستعد لإشعال حرب عالمية صغيرة فى الشرق الأوسط، سوف تبدأها إسرائيل بضرب حلفاء طهران فى سوريا ولبنان، بل وربما ضرب مناطق استراتيجية معينة داخل إيران نفسها سوف تكون المنشآت النووية على رأسها بالتأكيد.

فى المقابل، سوف تضطر إيران إلى القيام برد فعل عنيف بطبيعة الحال، بداية من تكثيف تواجدها العسكرى فى سوريا بل والمشاركة فى حرب مع إسرائيل إذا ما هاجمت قواتها سوريا، كما سيضطر حزب الله إلى ضرب إسرائيل بالصواريخ إذا ما تعرضت قواعده لهجوم إسرائيلى، فى حين ستضطر روسيا إلى الوقوف خلف سوريا وإيران دفاعا عن مصالحها فى المنطقة، وهو ما يحمل فى طياته بوادر نشوب مواجهات طاحنة مع أمريكا نفسها لا أحد يعلم مداها ولا نتائجها الكارثية إذا خرجت الأمور عن السيطرة.

ولكن هل يبدأ ترامب فعلا حربه العالمية فعلا فى منطقتنا أم أنه سيكتفى فقط بالضغط على إيران لدفعها لتقديم المزيد من التنازلات النووية، وإجبارها على تقليص نفوذها المتنامى فى سوريا والعراق ولبنان واليمن؟

حتى الآن كل ما فعله ترامب هو الرهان على فرض عقوبات اقتصادية على إيران، لم يهدد باللجوء إلى السلاح، ولم يوضح موقفه من إقدام إسرائيل على ضرب إيران، كل تصريحاته النارية سوف تظل مجرد فقاعات فى الهواء بانتظار هذه الضربة الإسرائيلية، فلا يوجد أدنى احتمال لاشتراك قوات أمريكية فى هذه الحرب المفترضة، بل إنه طالب الدول العربية ومنها مصر بإرسال قوات إلى سوريا، فهو لن يستطيع بسهولة الحصول على موافقة الكونجرس لإرسال الجيش الأمريكى للمنطقة، كل ما يمكن أن يفعله هو شن غارات جوية على سوريا أو حتى لبنان، لكنه لن يستطيع أن يفعل ذلك فى إيران.

قد يكون تصعيد ترامب ضد إيران- وهو أغلب ظنى -  مجرد تهويش، لن يتعدى التهديد بالحرب دون شنها فعلا، فالاقتصاد العالمى والأمريكى فى مقدمته سيكون على رأس ضحايا هذه الحرب،  وعقلية البيزنس التى تسيطر على توجهات ترامب وسياساته  ستجعله يراجع حساباته ألف مرة قبل أن يعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب ايران.

الشرق الأوسط لا يتحمل حربا جديدة تستنزف المزيد من موارده الاقتصادية وقواه البشرية، وترامب نفسه لن يتحمل تكلفة مواجهات واسعة بين دوله، هناك جهود يمكن بذلها لنزع السلاح النووى الإسرائيلى  والبحث عن  حل عادل للقضية الفلسطينية، قبل تقليم أظافر إيران النووية وإجبارها على تقليض نفوذها، فهذه هى معركة ترامب الحقيقية إذا أراد فعلا أن يحقق السلام والتنمية لشعوب المنطقة.