رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تابعت بشغف وحب شديد احتفالات الإسكندرية بأسبوع إحياء الجذور اليونانية القبرصية لمن عاشوا فى الإسكندرية بصفة خاصة وكانت لنا معهم ذكريات عظيمة وحلوة فى نفس الوقت.

أما عظمتها فترجع إلى عام ١٩٥٦ عندما وقع العدوان الثلاثى على مصر وكنت وقتها مجند مؤهلات بالجيش وكان معى (لمن يهمهم التاريخ) جنود يونانيون مثلى من أصحاب المؤهلات حيث اكتسبوا الجنسية المصرية بالميلاد.. نعم بالميلاد لأنهم ولدوا بالإسكندرية لجد وأب يونانيين مصريين وأمضيت معهم فى معسكر العزل بالقاهرة أياماً جميلة إذ اخترت أن أشاركهم فى خيمتهم التى عمروها بالروح المرحة هزاراً وغناء خفف كثيرا من أول غربة نعيشها بعيدا عن الإسكندرية.

ووقع العدوان الثلاثى على مصر ونحن فى معسكر التدريب وحملونا معاً إلى ساحة الحرب عند شاطئ الشاطبى بالإسكندرية، حيث كانت قاعدة الدفاع عن الإسكندرية بالسلسلة ووزعونا جنود حراسة بينها وبين شريط ترام الرمل فى المكان الذى يشغله حاليا المجمع النظرى للكليات والمواجه للمدرسة اليونانية للمصادفة العجيبة إذ كان يوجد معنا جنود مصريون من أصل يونانى، وجاءت فتاة يونانية مصرية لتزور فتاها ووقفت عند سور المدرسة اليونانية لعله يراها ولكنه كان يحمل السلاح ومكلفاً بحراسة الموقع فخاف أن يترك موقعه واكتفى بتحيتها من بعيد مع تعاطفنا معه ومعها.

وتدور الأيام وأذهب أنا وأولادى فى رحلة علاجية وسياحية بسيارتنا فى أوروبا بدءاً من ميناء بيريه اليونانى، وطلب الأولاد شراء حاجيات من سوق بيريه فدخلت أول محل بعد أن وجهت له التحية بالإنجليزية فأخذنى بترحاب شديد فاتحاً ذراعيه وهو يقول (يا حبيبي.. لا تتكلم هنا الإنجليزية أو الفرنسية بل تكلم العربية فكل من يوجد فى هذا السوق يعرف العربية لأننا كنا نعيش فى الإسكندرية.. الإسكندرية ماريا يا أستاذ) ودخلنا عاصمة اليونان وسرنا ناحية الشمال حتى مدينة سالونيكا الجميلة وقضينا بها ليلة قبل عبورنا الحدود إلى يوجوسلاڤيا ثم النمسا فألمانيا وفرنسا ويا لها من رحلة جميلة زينتها الروح اليونانية الحميمة لمن عاشوا فى مصر والإسكندرية بصفة خاصة ثم رأيناهم يعودون إليها فى أسبوع إحياء الجذور الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى بذكاء شديد بعد التعاون بيننا وبينهم فى أول استثمار للغاز فى البحر الأبيض المتوسط وهو استثمار عظيم.