سعدت منذ أيام قليلة بزيارة لمدينة طابا على سواحل خليج العقبة بصحبة زملائى المحررين البرلمانيين برعاية الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة الموقرة والسيد احمد يوسف رئيس هيئة تنشيط السياحة .
وعلى مدار 5 أيام كاملة تجولنا فى أنحاء المنطقة بدءا من المنفذ الحدودى شمالا حيث يتواجد أبطال يحمون الثغور ويوفرون الأمن والأمان ، وحتى شرم الشيخ جنوبا لنرصد جمال الطبيعة والخيرات والنعم التى من الله بها على هذه البقعة من ارض مصر .
وشاءت الأقدار أن تكون الزيارة قبل يومين من ذكرى تحرير سيناء ، واستمعنا للمسئولين وعلى رأسهم كريم الغول مدير منطقة "طابا هايتس " السياحية ، والعاملين فى مجال السياحة بالمنطقة وسجلنا ملاحظتنا ، ولعل أكثر ما أسعدنا هو ارتفاع نسبة الإشغال فى الفنادق بمعدل تجاوز 101% على حد قول مدير أحد الفنادق المميزة بالمنطقة وذلك أيام الخميس والجمعة والسبت .
ومعظم السياح فى المنطقة من فلسطين والأردن وعرب 48 ، وسعدنا بحديثنا مع السياح من الإشقاء العرب الذين اكدوا لنا أنهم يقضون ثلاثة أيام فى الأسبوع بالمنطقة ، حيث لا يتطلب الأمر سوى 45 دقيقة للوصول إلى قلب طابا سواء من الأردن أو من فلسطين وتتم الرحلة باللانش وبدون اى تعقيدات فى اجراءات السفر .
والحقيقة أن هيئة تنشيط السياحة تبذل مجهودا جبارا ، من أجل الترويج للسياحة فى تلك المناطق المتميزة بجمالها ومياهها الصافية وطبيعتها الخلابة والتى تروى قصصا من التاريخ وتحكى روائع جغرافيا المكان .
والأمر ليس مقتصرا على الترويج للسياحة الخارجية فقط ، بل الترويج للسياحة الداخلية والعربية حيث ينتوافد بعض المصريين على سواحل خليج العقبة بكثافة ، وهذا ما لاحظناه ,
ورغم أن شواطىء البحر االأحمر كلها مميزة ورائعة ، إلا أن منطقة طابا لها سحر خاص فهى ملتقى حدودى ، حيث تشاهد وأنت جالس ليلا أمامك على الضفة الأخرى من الخليج ، أضواء السعودية والأردن وفلسطين على مرمى البصر ، وهو ما يشعرك أنك داخل هذه البلدان الثلاث لقربها من الشاطىء المصرى .
وإذا كنا نتحدث عن الامكانيات الضخمة التى تتميز بها منطقة طابا والمشروعات السياحية المميزة الممتدة على الشواطىء من شرم الشيخ حتى طاب مرورا بـ نويبع ، فأنه لازالت تلك المناطق لم تستغل الاستغلال الأمثل حتى الآن ، حيث يتطلب الأمر مزيد من التسهيلات وتشجيع المصريين على زيارة هذه المناطق عبر عروض ترويجية .
فلا يمكن أن تكون لدينا هذه المناطق السياحية الرائعة بجمالها وتاريخها ، ولا يستمتع المصريون بها ، لبعدها أو لارتفاع تكلفة الرحلة .
ونحن ندعو منظمى الرحلات والعاملين بمجال السياحة والفندقة لتقديم عروض ميسرة للمصريين ، خصوصا أن هناك أيام طويلة فى فترات من العام ، تظل فيها تلك المنشآت الضخمة والمكلفة بلا رواد ، فلماذا لا تكون متاحة للمصريين بتيسيرات تتناسب مع امكانيات المصريين من أبناء الطبقة المتوسطة .