رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

هل يستطيع أن يفسر لنا المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء.. ما الهدف من الإصلاح الاقتصادى الذى تسلكه حكومته؟

أن تتحسن أحوال المواطن.. أم تزداد سوءًا؟!.. أن يستطيع المواطن تسديد فواتير الغذاء والكهرباء والمياه والغاز والمواصلات ومصاريف المدارس.. أم تضيق فى وجهه كل السبل ويعجز عن شراء ضروريات الحياة، فيلعن اليوم الذى ولد فيه وجاء إلى هذه الدنيا؟!

ثم أسأل المهندس شريف إسماعيل: أى إصلاح اقتصادى هذا الذى أطلق العنان للأسعار كى ترتفع حيث شاءت إرادة المنتفعين والمتاجرين بآلام الشعب؟!.. وأى إصلاح هذا الذى سمح لغول الغلاء أن يخرج من القمقم ليفتك بكرامة الأسرة المصرية، ويطبق على زمارة رقبتها ويكبت أنفاسها؟!

والغريب أننا نجد حملة المباخر على القنوات الفضائية ومنذ عام وهم يطالبون المواطن المصرى بالصبر، وبأننا أوشكنا على الخروج من عنق الزجاجة.. وحملة المباخر هؤلاء لهم حق فيما يقولونه، وهم صادقون مع أنفسهم لأنهم يتقاضون الملايين ولا يشعرون بمعاناة المواطن المصرى، ولم يطُلهم الغلاء أو حتى يقترب منهم!

والعجيب أيضا أن الوزراء والمحافظين يلقنوننا دروسًا فى الصبر وانتظار الفرج.. ثم نفاجأ بالحكومة تتقدم بقانون لرفع رواتب ومعاشات الوزراء والمحافظين.. فلماذا يتعجلون إصدار هذا القانون؟!.. ولماذا لم يصبروا مثلنا حتى نخرج سويًا من عنق الزجاجة؟!.. هل هم أكثر دراية منا بأن القادم أسوأ فتعجلوا لإصدار هذا القانون؟!

أيضا.. كيف يوافق المهندس شريف إسماعيل على تقديم قانون يحق بمقتضاه للوزراء والمحافظين، الحصول على معاش قدره 33 ألف جنيه شهريًا.. بينما أتخن موظف فى الحكومة لا يزيد معاشه على 1800 جنيه بعد خدمة تصل إلى 36 سنة.. ولماذا تتعامل حكومة إسماعيل مع أصحاب المعاشات بهذا التجاهل وهذا الاحتقار.. أليس أصحاب المعاشات هؤلاء كانت تتسابق كاميرات التليفزيونات والفضائيات لمتابعتهم، وهم يعانون على العكاكيز والكراسى المتحركة ومحمولين على الأعناق أمام أبواب اللجان لكى يدلوا بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. أليس هؤلاء أول من لبوا نداء الوطن لأداء واجبهم فى الوقوف بجانب الدولة المصرية، ورفضوا العزوف عن الانتخابات رغم كبر السن والمرض والعجز؟!!

ثم تجاهلتهم الحكومة عمدًا، وراحت ترفع معاشات الوزراء والمحافظين إلى أرقام فلكية مقارنة بما يتقاضاه أصحاب المعاشات المغضوب عليهم.. أين العدالة الاجتماعية؟!

وأسأل السيد رئيس الوزراء: كيف بالله تستطيع الأسرة المصرية أن تعيش فى ظل الظروف القاسية؟!.. وكيف يتحمل الأب مسئوليات هذا الغلاء الفاحش الذى تسلل إلى كل ألوان الطعام، وكل وسائل الخدمات؟!.. وكيف يستطيع رب الأسرة مهما بلغ من الحنكة والدراية والخبرة، أن يوازن بين دخله وصرفه؟!.. وكيف تستطيع ربة البيت مهما أوتيت من الحكمة والتدبير أن تذهب إلى السوق دون أن تفقد أعصابها أو تصاب بالدوار وضغط الدم؟!

إن قضية الغلاء لم تعد من المنغصات التى تؤرق الأسرة المصرية فقط.. ولكن صارت من مسببات الفساد الخلقى والاجتماعى، لأن الشخص الذى لا يستطيع مواجهة الغلاء الفاحش، يلجأ إلى الانحراف فى شتى صوره، التى تتمثل فى الاختلاس والرشوة والتهاون فى الأعراض، وليس من المقبول أن يؤدى الإصلاح الاقتصادى إلى فساد الذمم والأخلاق.

ولذلك كان على دعاة الإصلاح الاقتصادى أن يضعوا هذه الاحتمالات فى حسبانهم، وهم يخططون للإصلاح، لا أن يتركوا الشعب فريسة لجشع التجار والمستوردين والمحتكرين.. أتأمرون الناس بالصبر وتنسون أنفسكم.

الصبر من عندك يا رب.