عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تمزقت سوريا.. وضاعت.. فقد تحولت إلى مسرح وحقل تجارب للأسلحة والصواريخ الأمريكية والروسية والبريطانية والفرنسية.. ولم تعد سوريا للسوريين.. وإنما مطمعاً لإيران وأمريكا وروسيا وتركيا.. بعد أن تم تكسير عظام جيشها لصالح إسرائيل.. وثبت باليقين أن روسيا التى لديها قاعدتان عسكريتان فى سوريا.. قد أفسحت الطريق للأمريكان لضرب بعض الأهداف السورية فجراً.. فالروس والأمريكان يحرصان على مصالحهما فقط.. فلا حماية للشعب السورى.. ولا مراعاة لحقوق الإنسان أو للقيم الإنسانية.. وما يجرى يصب فى خدمة الأهداف الأمريكية التى تصر على تفتيت دول المنطقة لتحقيق مشروعها «الشرق الأوسط الجديد» الذى يصب فى صالح إسرائيل وأمنها.. وفى ظل تمزق عربى مذرٍ.. وخيانة قطرية واضحة.

صراع بغيض على أرض سوريا للسيطرة على أغنى مواقع للغاز فى شرق البحر المتوسط..وأطماع إيرانية وتركية.. ولكن الرابح الأكبر هو إسرائيل التى تتفرج ولكنها تحرك أطرافًا أخرى فى الخفاء.. لأن تفتيت سوريا وكسرها يؤديان لنسيان قضية أرض الجولان السورية المحتلة.

إن الضربة الأمريكية البريطانية الفرنسية «العدوان الثلاثى» على سوريا تزامنت مع عقد قمة عربية بمدينة الظهران السعودية.. ولكن كالعادة لا يقدم العرب إلا البيانات الكلامية للشجب والإدانة لإن الأهواء والأهداف مختلفة.. ولكن فى الحقيقة جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى قوية صادقة.. تؤكد أنه قد آن الأوان لأن نضع حدًا لنزيف الدم السورى.. وأن سوريا دولة عربية يجب أن يكون مصيرها بيد أبنائها وبمساعدة الأشقاء العرب.. وطالب الرئيس السيسى بتحقيق دولى شفاف حول استخدام اسلحة محرمة..مؤكدًا انه لن نسمح ان تتحول الأراضى العربية إلى مسارح لصراعات إقليمية.

بصراحة رسالة الرئيس السيسى واضحة.. فمصير أى دولة بيد أبنائها.. وحل أى قضية عربية ينبغى أن يكون نابعًا من العرب وبأيديهم وليس بيد أمريكا أو روسيا أو غيرها، لأن تلك الدول تسعى لتحقيق مصالحها فقط.. ولكن للأسف الشديد القوى السياسية السورية تتصارع.. وتتنازع.. وبعضها يستقوى بالخارج ويتصور أن الحل بيد أمريكا أو روسيا.. والضحية هو الشعب السورى المقهور المذبوح.. وتضيع الأرض السورية ويتفرق جسدها بين الروس والأمريكان والإيرانيين والأتراك.

فى الحقيقة الضربة العسكرية أو الضربة الثلاثية ضد سوريا التى جاءت بعد حجج واهية.. صناعة أمريكية وادعاءات بأن قوات بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية وغازات محرمة.. تلك الضربة تثير الدهشة والاستغراب، لأنها كشفت عن الوجه الآخر لروسيا التى كانت على علم بها.. واتفقت على تلافى ضرب أى منشآت أو قواعد تابعة لها.. إنها لعبة المصالح والحرب بالوكالة.