رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

أيام «عصيبة» من الترقب، وسلسلة «تغريدات» صاروخية شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سورية، حبس العالم فيها أنفاسه تحسبًا لحرب عالمية وشيكة، بين أكبر قوة عسكرية في البحر المتوسط، منذ اجتياح وغزو واحتلال العراق!

المشهد أعادنا بالذاكرة للعام 2013، عندما تأهب العالم لضربة أمريكية مزلزلة على سورية، أعقبها تراجع مفاجئ لباراك أوباما وإدارته، لمساومة النظام السوري، بالتخلص من ترسانة أسلحته الكيميائية، مقابل الامتناع عن ضربه!

وأخيرًا.. «تمخض الجبل فولد فأرًا»، هذا لسان حال عدوان ثلاثي (أمريكي، بريطاني، فرنسي) محدود ومفضوح، تعرضت له سورية مؤخرًا، نتصور أنه لن يستطيع إعادة عقارب التاريخ إلى الوراء، بل يمكن وصفه بأنه عقَّد الأزمة بشكل كبير!

الضربة «الرمزية الاستعراضية» كانت محدودة الخسائر، ولم تحقق أي نتائج ملموسة على الأرض، بل ربما عززت شرعية بشار الأسد، وأضافت زخمًا جديدًا لتحالفاته الروسية والإقليمية، كما أنه أحرج الأنظمة العربية في قمة السعودية، التي لم تتعرض لما حدث في سورية على الإطلاق!

سورية الجريحة أصبحت مستباحة من الجميع، وملعبًا للكبار والصغار في آنٍ واحد، وساحة للحرب بالوكالة وتصفية الحسابات، ليصبح الوضع أكثر خطورة، خصوصًا بعد انهيار مسار التسوية السياسية، ما بين جنيف وأستانة!

الوضع العربي في مجمله أصبح أكثر هوانًا واستسلامًا.. الآن سورية، وقبلها اليمن وليبيا، ومن قبلهم العراق، ليظل المستفيد من كل ما يحدث حولنا هو الكيان الصهيوني، في ظل ابتزاز غربي، يقوم باستنزاف وحلب ثرواتنا العربية!

نتصور أن الصورة المؤلمة لمأساة الشعب السوري، تركت للعالم فجيعة لا تجرؤ كلمة على الاقتراب من معناها.. سبع سنوات من القصف المستمر، لنظام «فاجر»، وجرائم همجية لجماعات الظلام التكفيرية الإرهابية التي تستبيح كل شيء!

سبعة أعوام، أصبحت فيها سورية بلدًا مستباحًا من الجميع، وساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، والحروب بالوكالة، ولقمة سائغة للقوى الكبرى والعظمى والإقليمية، وجماعات الإرهاب والتطرف، عسكريًا ومخابراتيًا، بشكل مباشر وغير مباشر!

تلك الصور المفزعة والمشاهد المؤلمة لأكثر من 750 ألف قتيل، ومثلهم من الجرحى والمصابين والمعاقين، وتهجير وتشريد أكثر من 13 مليون إنسان، ليست سوى صورة كريهة للنفاق المفضوح و«القلق» المزيف، أو «الحياد» الغبي!

ما يحدث في سورية من بلطجة أمريكية ـ غربية، وقتل ودمار لنظام مستبد، لا يمكن الرد عليه من خلال الخنوع والاكتفاء بـ«تسجيل» مواقف شاحبة باهتة، للتنديد والإعراب عن القلق وإبراء الذمة، أو التضرع بالدعاء في أفضل الأحوال!!

منذ بداية الأزمة السورية، والغربيون المنافقون، والعرب المتخاذلون المتواطئون، يضعون العوائق ويختلقون الحجج والأكاذيب، لإطالة عمر النظام «الساقط»، أو لعب دور المدافعين عن الشعب السوري المظلوم وحقوقه المسلوبة!

إذن، المتابع لنتائج قمة الظهران الأخيرة، وتصريحات الزعماء والسياسيين حول العالم بشأن سورية منذ سبع سنوات، يدرك حجم التواطؤ الرهيب بين الشرق والغرب، على هذا الشعب البائس ومستقبله.. فما يحدث في سورية منافٍ تمامًا لأي ثوابت أخلاقية أو إنسانية.

إن مأساة الشعب السوري المستمرة بغطاء تآمري، تجسد صورة حية لعالم يعج بالمنافقين والمضللين والأفاقين وعلماء السلطان والساكتين الخانعين، الذين يذرفون دموع التماسيح، ولا يتوانون عن إبداء التعاطف الشكلي، وتصديع رؤوسنا بمواعظهم حول حقوق الإنسان!!

[email protected]