رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

دق جرس باب الشقة المتواضعة فى العمارة القديمة.. وكانت الساعة الثامنة من صباح اليوم - فتح الدكتور سليمان حافظ، وزير الداخلية، فى وزارة على باشا ماهر الجديدة فى بداية ثورة يوليو فوجد عسكرى شرطة.. فيه إيه يا ابنى؟؟ أدى العسكرى التحية العسكرية، وقال إنه من قوة الحراسة وسيارة الوزارة فى انتظاركم عند باب العمارة.. لا يا ابنى لا أريد سيارة ارجع إلى الوزارة وسلم السيارة.. ولكن تعال قل لى ما هو الترام الذى يذهب إلى ميدان لاظوغلى من العباسية ترام 3 و33 اذهب بهما لغاية كلية الحقوق ومجلس الدولة فى الجيزة ولا أعرف رقم ترام لاظوغلى، قال العسكرى: معاليك تركب ترام 3 أو 33 وتنزل فى العتبة وتأخذ الترام الذى سيدخل شارع عبدالعزيز ومن ميدان عابدين ثم لاظوغلى.

ظل سليمان حافظ، أستاذ القانون المدنى فى كلية الحقوق ووكيل مجلس الدولة، الذى تم تعيينه وزيراً للداخلية فى أول وزارة لثورة يوليو.. ظل يركب الترام حتى مماته!! سأله على باشا ماهر خلال إحدى جلسات مجلس الوزراء: ألم يلتف الناس حولك ليتكلموا معك؟ هل أنت مسرور من هذا؟! قال سليمان حافظ: أبداً لم يتعرف علىّ أى شخص طوال هذه المدة.. قالوا يخلق من الشبه أربعين!!

                                                 ******

حكاية حقيقية طريفة لا أقصد بها أن يركب الوزراء الترام!! لسبب بسيط لقد ألغى الترام.. ومن غباء إحدى حكومات الثورة غير المباركة بدلاً من إرسال قطع الترام والقضبان الحديدية لمحافظة للاستفادة بها فى مواصلاتها تقرر الإلقاء بكل شىء فى صحراء بعيدة!!

المهم هو ترشيد الإنفاق الحكومى بقدر الإمكان.. الدول الأوروبية ألغت حاجة اسمها سيارات حكومية.. الوزراء الآن يركبون الدراجات وهناك الآن اختراع جديد بعضه معروض فى مصر عبارة عن موتوسيكل من نوع جديد بألوان جميلة غير قابل للانقلاب على جنبه عريض بعض الشىء، سهل قيادته كبار رجال ونساء أوروبا يركبونه الآن!!

حتى هذا لا أريده.. لا أقصد أن يركب الوزير دراجة أو موتوسيكل، لكن قولوا لى اسم وزير أو حتى مدير ليس أمام بيته أكثر من سيارة!!

هذا موضوع قديم كتبنا وكتب غيرنا كثيراً عن مدى إسرافه وتكلفته الرهيبة!! وطالبنا بإلغاء حكاية سيارات الحكومة.. الكارثة أن بعض هذه السيارات يتم إرسال آخر موديلاتها إلى السفارات فى جميع أنحاء العالم!! وعدد من رؤساء الوزارات والوزراء يحتفظون بسيارات الحكومة بعد تركهم الوزارة.. بل قيل إن اثنين من رؤساء الوزارات فقط هما اللذان أعادا السيارات للحكومة وهما كمال الجنزورى وممدوح سالم.

بل إن ممدوح سالم بعد أن ترك الوزارة عاد إلى شقته المتواضعة فى الإسكندرية وكان يركب مترو الإسكندرية كل صباح ليذهب إلى أصدقائه فى المقهى المشهور.. واتصل أنور السادات بمحافظ الإسكندرية وقال له اختشى ارسل سيارة له وأعطيه شقة أو منزلاً محترماً.. فرفض حتى مات بلا سيارة ولا شقة ملك ولا حساب فى بنك.. رجال لا تتكرر.

قولوا لى:

لماذا أكتب كل هذا؟!

لأن هذا يصلح موضوعاً لاستجواب فى بداية الولاية الجديدة -صدقونى- فرص الوفد الكبرى هى استجوابات متتالية بعد صيام أربع سنوات سيعود الوفد وفد عزيز فهمى وابراهيم طلعت وأحمد أبوالفتح ومصطفى موسى وغيرهم.. سيعود الوفد عالى الصوت تحت القبة يطالب بترشيد الإنفاق الحكومى من أجل رغيف عيش وصل ثمنه إلى رقم قياسى ولا أقول اللحوم أو الفراخ أو السمك.. أو مصاريف المدارس والكهرباء والماء والغاز ميزانية الدولة وصلت تريليوناً وكثير من المليونات من عرق الشعب ودمائه فلا أقل من أن يكون نواب الشعب لهم كلمة حق فى ترشيد الإنفاق الجنونى الموجود حالياً.

صدقونى.. أسرع طريقة لعودة الوفد بتاع زمان هو عودة استجوابات زمان من أجل هذا الشعب الصبور المسكين.. الشعب عانى كثيراً ينتظر الفرج من استجوابات الوفد.. سيارات الحكومة اتضح أنها أكثر من عشرين مليون، نعم عشرون مليون سيارة تنفق عليها الحكومة وقيل إن مصاريف السيارة أكثر من مصاريف البيت!! حرام أم حلال.. فليكن هذا أول استجواب!! تنشره كل وسائل الإعلام، معلنة عودة أقدم وأكبر وأفضل وأقوى حزب فى العالم.