رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من قلبى

 

كل شىء للبيع...كل شىء للإيجار... بالمال نشترى كل شىء... وبه أيضا نبيع كل شىء حتى لو كان شرف الأمة... كهذا تفعل أمريكا... كانت تفعله قديما فى الخفاء... فى السر... كانت تبيع وتشترى شرفها دكاكينى... اليوم تفعله علنا... تعلن بيعه جهارا نهارا... منذ مجيء دونالد ترامب خلعت واشنطن برقع الحياء... حتى قبل مجيئه لحكم أكبر قوة عسكرية فى العالم... قالها صريحة... لو أن ملوك وأمراء البترول العرب يرغبون فى حماية أمريكا عليهم، يدفعون... وزاد عليها وسيدفعون... والحقيقة أنهم دفعوا أضعاف ما حلمت أمريكا أن تأخذ منهم... وأضعاف ما كان يأمل ترامب نفسه... دفعوا حتى قبل أن يطالبهم النخاس الجديد.

والحقيقة أن ترامب لا يخفى أنه تاجر... يتاجر بكل شىء حتى بجيش بلاده... الجيش الذى هو كرامة أمريكا وأى دولة فى العالم... بالأمس أعلنها مرة أخرى... بالأمس عاد لممارسة سياسة ابتزاز الدول الغنية فى المنطقة... بالأمس أعلن أن الدور الذى كانت تقوم به القوات الأمريكية فى سوريا قد انتهى... وقال إن قرار سحب هذه القوات بات أقرب للتوقيع إلا إذا... إلا إذا رغبت السعودية ودول الخليج فى بقائها فعليهم أن يدفعوا... هكذا يبيع ترامب خدمات جيش بلاده نظير ثروات العرب... هكذا تحول الجيش الأمريكى إلى مرتزقة... قالها فى نفس يوم اجتماع أنقره بين روسيا وتركيا وإيران لبحث مستقبل سوريا... وبعيدا عن هوية المجتمعين ومصالحهم فإن ترامب رمى بشباكه وهو على ثقة بأن الصيد سيكون ثمينا... وأن أصحاب الثروات سيهرولون لشراء خدمات المرتزقة الأمريكيين.

لكن ماذا لو أن أصحاب الثروات امتنعوا عن الشراء؟... ماذا لو العرب رفضوا شراء خدمات العصابة؟ ماذا لو أن الملوك والأمراء والشيوخ قالوا نحن لم نستدعِ الأمريكان حتى ندفع... على العرب أن يفطنوا إلى أسلوب تدمير بلادهم... سحب ثرواتهم... اتباع سياسة الإفقار... يكفى أمريكا ما أخذت ولن تجرؤ على سحب قواتها... لن تغامر بترك سوريا الملاصقة لإسرائيل فى يد إيران وروسيا... لن تترك شرق البحر المتوسط بعيدا عن قبضتها... لن تترك سوريا لتعود دولة مرة أخرى تهدد الطفل المدلل وتطالب بالجولان... لو أن العرب امتنعوا عن الشراء لن تخرج أمريكا... لن تترك التنظيمات السنية التى بنتها نهبا لإيران صاحبة البرنامج النووى... إيران الدولة الوحيدة فى المنطقة التى يعلو فيها هتاف الموت لأمريكا وإسرائيل... هذا من ناحية الأمن القومى الأمريكى والمصالح... أما من ناحية زعامة العالم فأمريكا لا تريد لروسيا دورا جديدا فى المنطقة ولا على الساحة الدولية... تفعل كل ممكن هى وحلفاؤها فى أوروبا لإضعاف روسيا وحصارها داخل حدودها... ومن غير المعقول أن تمنح واشنطن غريمتها موسكو فرصة لإفساد مخطط إعادة تقسيم المنطقة وتوزيعها على شرذمات القوى الصاعدة والمصنوعة... ولا يعنى هذا أن روسيا لا تريد تقسيم المنطقة... لكنها تبحث عن نصيب عادل فى التورتة التى تسعى أمريكا لالتهامها منفردة.

لو أن العرب فهموا... ووعوا... وامتنعوا عن الدفع فى الفاضى والمليان... لو أن نصف ما منحوه ثمنا لخدمات مرتزقة أمريكا تم استثماره فى الوطن العربى وأفريقيا لبحثت أمريكا عن مشترٍ آخر... ولن تجده.

تباريح

ندفع كثيرا لشراء مفاتيح الأبواب المغلقة... ونتجاهل الأبواب المفتوحة رغم أنها قريبة.