عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

طلب الرئيس من الشعب أن يصبر ويتحمل.. ولا يتعجل حصاد إجراءات الإصلاح.. وأن يمنح الدولة الوقت من أجل أن تستكمل ما أطلقته من مشروعات بدأت تؤتي ثمارها بالفعل.. رغم ما يحيط بها من ظروف صعبة كان يمكن أن تُعجِّز الدولة تماما عن التحرك خطوة واحدة الى الأمام.. وعلى رأس هذه الظروف الحرب الشرسة ضد الإرهاب التي ـ من وجهة نظرنا ـ لو تفرغت لها الدولة بالكامل وحققت فيها ما تحقق حتى الآن من انتصارات.. لكان ذلك يكفيها انجازا.

ونقول: إن الشعب من حقه أن يرد على هذا الطلب ويسأل: إلى متى سيكون الصبر؟..  وهل من إنجاز يتحقق بالفعل ليمنحنا ضمانا لنتائج صبرنا؟

•• وما طلبه الرئيس

ليس صعبًا.. وليس كثيرًا.. وأي رئيس آخر كان يمكن أن يتولى المسئولية بعد 30 يونيو.. كان سيطالب الشعب بالصبر أيضا.. والصبر كثيرا.. وكذلك أي مرشح يمكن أن يتقدم اليوم لشغل المنصب.. ولو فرضنا فوز رئيس جديد.. لابد أنه كان سيطلب الصبر والتحمل والفرصة والوقت الكافي للبدء بإصلاح ما أفسده ليس فقط سنوات الفوضى وتفكك الدولة وانهيار اقتصادها.. ولكن أيضا لمحاولة ترميم بنية الدولة التي شاخت خلال حقبة ما قبل 25 يناير 2011.

لو جاء أي رئيس في عام 2014 أو في عام 2018 ووعد الشعب بأنه خلال عام أو أربعة أعوام سيغير حياتهم..  وسيعالج كل مشاكلهم "بجرة قلم"..  لقلنا إنه كاذب ومخادع.. فهو لا يملك عصا سحرية يشير بها الى التراب فيصبح ذهبا.. ولا يمتلك القدرة الإلهية "إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون".

•• كل الثورات

وكل الحروب في دول العالم أجمع أعقبتها سنوات انهيار.. وسنوات للإصلاح تحملت معاناتها شعوب هذه الدول بالصبر والرضا والتضحية والمشاركة.

الثورة الفرنسية.. أم الثورات في التاريخ الحديث.. استمرت لنحو 10 سنوات كاملة.. شهد خلالها المجتمع الفرنسي اضطرابات اجتماعية وسياسية واقتصادية عنيفة.. واستمرت تداعياتها ربما لأكثر من 20 عاما أخرى.. وامتدت الى القارة الأوروبية بأكملها.

ألمانيا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية شبه مدمرة بالكامل.. لم تستطع البدء في استعادة قوتها وبناء دولتها من جديد الا بعد نحو 5 سنوات.. ولم تتحقق لها معجزتها الاقتصادية التي أبهرت العالم الا بعد أضعاف هذا العدد من السنوات.. وعانى شعبها في هذه المعركة ما لم يعانِه غيره من شعوب الأرض.

اليابان أيضا احتاجت الى عشرات السنين لتحقق معجزتها الاقتصادية ولتخرج من ركام الهزيمة في الحرب العالمية الثانية الى أن تكون ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم.

•• ما نريد قوله:

إن الأهم من أن يعد الحاكم بالتغيير والإصلاح.. هو أن تكون لديه تصورات ورؤى حقيقية وبرامج وخطط واستراتيجيات مبنية على أسس علمية موضوعية.. وأن  يكون قادرا على قيادة فرق عمل ومؤسسات قادرة على تنفيذ ذلك.. وفق خرائط زمنية محددة تتم متابعتها مرحليا وتقييمها.. وتتوفر لهذه المؤسسات أسباب وعوامل نجاحها.. وعلى رأسها مصادر التمويل.. في الوقت الذي يقوم فيه هذا الحاكم بتسيير أمور الدولة والحفاظ على أمنها وحمايتها.. بأقصى قدر ممكن من التأمين والاستقرار.

•• هنا نتوقف ونسأل: ماذا أعددنا؟.. وماذا تحقق؟.. وإلى أين ومتى سنصل؟

 .. وللحديث بقية.