رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

قالت لى المعدة قبل دقائق من الظهور على الهواء: علشان خاطرى بلاش تتكلم فى موضوع الإصلاح الفنى والهيكلى لمنظومة الصحافة والإعلام.

توقفت عن مطالعة صحف الصباح، وقلت بعبارات موجزة ومحددة: إننى مستعد لمغادرة الاستوديو حالاً، ولا توجد أى مشكلة فى عدم الظهور على شاشتكم.. أنا ألبى الدعوة.. أولاً: تقديرا لتليفزيون الدولة الوطنى، لأنه ليس من الانتماء فى شيء أن نتجه للفضائيات العربية التى توفر لنا سبل الاستضافة الكريمة والمقابل المادى، ونهجر تليفزيون بلدنا، وثانياً: أننى ألبى الدعوة تقديراً لك ولحماسك الذى ألحظه.. وقد شعرت بالخجل أكثر من مرة حينما اعتذرت لك عن الحضور.

توسلت لى المعدة بألا أغادر الاستوديو.. وألا أتحدث فى الأمر مع أحد حرصاً على مستقبلها الوظيفى.. ودخلت البلاتوه.. وقد لاحظ المذيع علامات عدم الارتياح بادية على وجهى، فحاول أن يخفف عنى، طالباً منى أن أنسى ما سمعته، وأن أركز فى موضوع الحلقة.

ما دفعنى لكتابة هذا الموقف سوى حديث الصدق والصراحة والوضوح والشفافية الذى تحدث به الرئيس عبدالفتاح السيسى للمخرجة المبدعة ساندرا نشأت فى حوار «شعب ورئيس 2018» حين علق الرئيس على نصيحة أحد المواطنين للمخرجة بعدم الحديث عما يريد أن يقوله للرئيس عندما عرف أنها من التليفزيون المصرى.. وأوضح الرئيس أن تليفزيون الدولة من حقه أن يتحدث ويناقش ويطرح مختلف الآراء والاتجاهات.

سيدى الرئيس.. دعنى أصارحك القول بأن هناك مسافة شاسعة وعميقة بين طريقتكم فى التفكير والطريقة التى يتعامل بها بعض المسئولين.. حديثكم على قدر ما كشفه من عفوية وتلقائية وصدق لمس القلوب.. إلا أنه كشف أيضاً عن سر الأزمة التى تواجهها الكفاءات فى هذه الدولة.. لقد تحدثت فى قضية عكفت على دراسة أدق تفاصيلها منذ أكثر من 7 سنوات.. وشاركت فى مشروعات جادة للهيكلة الفنية والمالية، وتسير فى اتجاه الدولة لإصلاح كافة مرافقها ومن بينها مرفق الإعلام، وهو حديث موضوعى لا علاقة له بالأشخاص، ولا يحمل تجريحاً لأحد، وتشهد كل كتاباتى وأحاديثى ومواقفى على ايمانى بالدولة المصرية وخطوطها الاستراتيجية، غير أن المسئول لم يفهم شيئا مما قلته.

سيادة الرئيس.. أنت الوحيد صاحب المصداقية الحقيقية، وأنت الوحيد الذى أثق فيك، وفى صدق ما تقوله. لقد سبق لى أن استغثت بسيادتكم من ظلم وفساد كبير، وبعثت بأكثر من شكوى، لا أعرف مصيرها، ولكنى أثق فى أنها لو كانت قد وصلتكم، لكان لكم موقف حاسم أمام مراكز قوى تشكلت، وأصبحت تحمى الفساد والفاسدين فى المنظومة الصحفية ..فهل يصل صوتى أيضًا إليكم هذه المرة؟.. وللحديث بقية.

[email protected]