عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

من الأقوال المأثورة فى عالم السياسة عبارة تقول: «ليست هناك عداوات دائمة أو صداقات دائمة» واستناداً لهذا المنطق تتحدد العلاقات بين الدول بقياس المصالح أو الأضرار التى تثمرها العلاقة بين دولة وأخرى.

بهذا المنطق تم تمرير معاهدة كامب ديڤيد وكثفت مصر وأمريكا وإسرائيل فى تلك الفترة من الترويج لفكرة إنهاء مشاعر عداء الشعب المصرى تجاه كل من إسرائيل وأمريكا فى سبيل إقناع الشعب المصرى بالتحول من العداء لإسرائيل وأمريكا إلى صداقة أو على الأقل إنهاء الشعور بالعداء.

ورغم أن دعاة هذا التحول من العداء إلى الصداقة كان كثيفاً للغاية، فقد كان الشعب المصرى ينتهز كل مناسبة للتعبير عن إصراره على موقفه من إسرائيل وأمريكا، ليس لأن الشعب المصرى يرفض السلام بطبعه أو أنه يرفض أن يسير فى طريق تحقيق مصالحه، بل لأن الشعب المصرى يدرك إدراكاً عميقاً وراسخاً أن إسرائيل عدو أبدى وليست عدواً عابراً أو مؤقتاً تزول عداوته بمجرد أن يتظاهر بالرغبة فى الصداقة.

أما بالنسبة لمشاعر الشعب المصرى تجاه الولايات المتحدة الأمريكية فهى مشاعر مرنة، بل إن الشعب المصرى ينظر بإعجاب وتقدير لنمط الحياة فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تعلى من كرامة المواطن. لكن المشكلة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تترك مناسبة إلا ووقفت فيها بكل نفوذها الدولى وقوتها لدعم العدوان الهمجى الصهيونى ولدعم العدوان الإسرائيلى المستمر على الشعب الفلسطينى العربى وعلى جميع الدول العربية.

عداء الشعب المصرى لإسرائيل لا تحركه رغبة فى الثأر لشهدائه الذين استشهدوا دفاعاً عن أرضهم فى مواجهة أكثر من عدوان إجرامى لإسرائيل، هذا العداء يغذيه إدراك عميق بأن الصهيونية العالمية عندما اختارت أرض فلسطين لتحتلها وتطرد أهلها، لم تفعل ذلك طمعاً فى أرض فلسطين فحسب، بل فعلت ذلك باعتبار هذا الاحتلال الإسرائيلى الاستيطانى هو مجرد «نقطة ارتكاز» تحشد فيها قوتها وتنشئ قوة عسكرية بالغة الضخامة بمعاونة أمريكية لتتخذ من هذه القوة أداء ابتزاز وإرهاب لكل الشعوب العربية لتتمكن مع الشريك الأمريكى من نهب ثروات الشعوب العربية وإخضاع هذه الشعوب للاستعلاء العنصرى الصهيوأمريكى.

العداء لإسرائيل إذن لا يرتبط بعدوان بدأ باحتلال فلسطين ولا بسلسلة لا تنتهى من العدوان على أكثر من بلد عربى، لكنه عداء غرسته فكرة غرس إسرائيل فى قلب العالم العربى تمهيداً لبسط السيطرة الكاملة على الشعوب العربية كلها.

العداء إذن للفكرة، وهذه الفكرة ليست مرشحة للتغيير، بل إن التصرفات الإسرائيلية تؤكد كل يوم عداء إسرائيل للشعوب العربية «عقيدة» لا تتغير بتغير الظروف، لكن إسرائيل تعدل فقط من أساليب تحقيق هذه العقيدة حسب الظروف.

الوعى العربى إذن هو حائط الصد الذى يجعل العداء لإسرائيل وداعمتها أمريكا عداءً دائماً لا يغيره إلا عودة أرض فلسطين لأهلها، فهذا العداء هو الذى يجعلنا فى حالة يقظة دائمة حتى لا نفاجأ بغدر إسرائيلى أمريكى.