عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

جرت العادة منذ فترة على أن تنعقد قمة عربية فى كل سنة، وأن تتنقل بين العواصم العربية عامًا بعد عام، وأن يكون ذلك بمن حضر من الحكام العرب، وأن يكون موعد انعقادها فى الأسبوع الأخير من مارس، ما لم يكن هناك ما يتطلب تحريكها إلى موعد آخر قريب!

وفى العام الماضى.. مثلًا.. كانت فى العاصمة الأردنية عمان، وفى العام السابق عليه، كانت فى العاصمة الموريتانية نواكشوط!

وكان المفترض أن تنعقد نهاية هذا الشهر فى العاصمة العُمانية مسقط، لولا أن عُمان قد طلبت أن تستضيف الرياض هذه القمة.. وقد قبلت السعودية أن تستضيفها.. وبذلك تكون القمة قد انتقلت من عاصمة كانت ستستضيفها إلى عاصمة رحبت بها على أرضها!

غير أن مكان القمة لم يكن هو الشيء الوحيد الذى تغير فيها، فالواضح أن موعدها أيضًا سيتغير.. وهو كلام قيل قبل بداية الزيارة المهمة التى بدأها الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، الأحد الماضى، إلى القاهرة، وأنهت أعمالها صباح أمس!

وهى زيارة مهمة لأن الملفات التى كانت على مائدتها بدت فى غاية الحيوية للبلدين، سواء كانت ملفات أمنية عسكرية، أو كانت اقتصادية، أو كانت سياسية!

ويكفى أن نعرف على سبيل المثال، أن استثمارات المملكة فى مصر تصل إلى ستة مليارات دولار، وأنها الأولى فى قائمة استثمارات العرب على أرضنا، وأنها تمثل ١١٪‏ من مجمل الاستثمارات الأجنبية على الأراضى المصرية، و٢٧ ٪ من إجمالى الاستثمارات العربية، وأنها مرشحة بعد الزيارة للزيادة!

وأيًا كان موعد انعقاد القمة المقبلة، وسواء كانت فى أول ابريل، أو فى منتصفه، أو فى آخره، فإنها حين تنعقد سيكون عليها أن تواجه ما لم تواجهه قمة أخرى على مستويين: مستوى فلسطينى.. وآخر سورى!

أما المستوى الفلسطينى فلأن الولايات المتحدة الأمريكية قررت نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس فى الخامس عشر من مايو المقبل.. وهو يوم يوافق ذكرى قيام دولة اسرائيل عام ١٩٤٨!

وهكذا.. فإن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب لم يشأ أن يكتفى بالتلويح بنقل سفارة بلاده، وقت أن كان مرشحًا رئاسيًا، العام قبل الماضى، ولا حتى باتخاذ القرار فى ديسمبر ٢٠١٧، ولكنه قرر تنفيذ القرار فعلًا!

وسوف تكون قمة الرياض مدعوة بالتالى، إلى أن تستبق التنفيذ، بموقف عربى يفهم منه الرئيس الأمريكى أن قراره خطأ وخطر، وأن على إدارته أن تعيد التفكير فيه مرة ومرتين!

وسوف يكون على القمة نفسها أن تأخذ موقفًا آخر يقول، إن العرب أولى بدمشق من الإيرانيين، والروس، والأتراك، والأمريكيين.. ومعهم جميعًا الإسرائيليون!

دمشق عربية شأنها شأن القاهرة، شأن الرياض، شأن بغداد، شأن الرباط، وليست من كل هؤلاء الذين يتصارعون على أرضها فى شيء، ولا هُم منها فى شيء!

ولذلك كله كانت قمة الرئيس مع ولى العهد، مهمة، وسوف يكون على قمة الرياض أن تبنى عليها، وأن تبعث شيئًا من الأمل لدى كل عربى!

وهى تستطيع!