رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

 

حقيقة مؤلمة لا تقبل الشك  باتت  ظاهرة فى الحياة المصرية ، تتجلى فى  أن العمل فى أى موقع أو مؤسسة عامة أو خاصة أو حزبية  كبيرة أو صغيرة ، ينهض  ويتطور طالما وجد بها شخص متحمس ودؤوب ولديه عزيمة  ورؤية للتطوير والتقدم ،  وفيما عدا  ذلك يخيم على تلك المواقع الركود والترهل، ويغشاها النسيان. و لعل السبب فى ذلك يعود إلى أن فكرة دولة المؤسسات لم تترسخ بعد بما فيه الكفاية فى المجال العام، هذا فضلا عن تراجع فكرة العمل  فى سلم القيم، الذى يعد الاجتهاد فيه معيارا للتقدم الاجتماعى والوظيفى، هذا بالإضافة إلى أنه  فى معظم المجتمعات الاستهلاكية، التى  كفت عن الانتاج والتنمية، تعم الواسطة والأفكار البيروقراطية التى تحبذ أهل الثقة عن أهل الخبرة، مع أن الجمع بين الاثنين ليس  أمرا مستحيلا..!

الدليل على ما أقول هو الحال الذى آلت إليه الهيئة العامة للاستعلامات منذ يونيو الماضى حين تولى  رئاسة مجلس إدارتها «ضياء رشوان» فبعث فيها الروح  من خبرته وثقافته ومعرفته الوثيقة بالدور الذى يفترض أن تقوم به، وهى مهمة ليست هينة، مع فساد  معظم المنظومة الإعلامية الدولية، وتمكن أموال جماعة الإخوان من النفاذ إلى مؤسساتها وشراء  بعض محرريها ومسئوليها  وباحثيها، وافتقادها بشكل فظ وقبيح القواعد المهنية والصحفية المتعارف عليها. فـ«رشوان» هو باحث مهم فى شئون الحركات الإسلامية، وعضو سابق بلجنة الخمسين التى صاغت دستور 2014 كأحد أهم الدساتير فى تاريخ مصر المعاصر، ومدير  سابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ونقيب أسبق للصحفيين، فضلا  عن مساهماته فى قضايا الشأن العام، عبر كتاباته الصحفية  المميزة.

ولعلها  تكون هذه من المرات القليلة التى يوضع فيها الرجل المناسب فى المكان المناسب. فهو رجل إعلام يجيد التخاطب مع وسائل الإعلام الأجنبية بلغة العقل والمنطق والحقائق المقنعة  لا لغة  الشعارات والشتائم التى لا تصحح خطأ ولا تثبت حقا. ولعل ما يستحق الإشادة الطريقة الاحترافية العالية التى تعامل بها مؤخرا، مع التقرير المزيف لهيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى عن الاختفاء القسرى فى مصر، التى زعمت فيه صحفية تعمل بالهيئة اختفاء سيدة وتعرضها للتعذيب على يد الشرطة، قبل أن تظهر السيدة بنفسها  فى برنامج الإعلامى عمرو أديب وتكذب فيه مزاعم والدتها لبى بى سى ، وتؤكد أنها حرة، وأن علاقتها مقطوعة مع والدتها منذ زمن  لأسباب لم تذكرها، وأنها هى وزوجها وأمها ينتمون لجماعة الإخوان!

تكشف هذه الواقعة أن جماعة الإخوان لا تتورع عن استخدام اسلحة مفلولة فى صراعها السياسى، وفى القلب منها الأكاذيب وتلفيق التهم وتزوير الحقائق، بعد المتاجرة بالدين بطبيعة الحال. لكن التنسيق المثمر الذى تم بين مؤسسات الدولة، من هيئة الاستعلامات، إلى وزارة الداخلية مع وزارة الخارجية قد تمكن من قلب السحر على الساحر، وفضح تمثيليات الجماعة الفاشلة. ومن جهتها قامت هيئة الاستعلامات بترجمة حديث المرأة مع عمرو أديب إلى اللغات الأجنبية، كما سارعت بإصدار بيان صحفى يشرح للمراسلين الأجانب جزءا من حملة الاكاذيب المنظمة ضد مصر، الأمر الذى يعنى أن المبادرة بالتصرف والسرعة فى ملاحقة الأحداث باتت ملمحا رئيسيا لهيئة الاستعلامات فى الأشهر الأخيرة، ما يؤكد أن السياسة التى اتخذت منها منذ انشائها عام 1954 مجرد بوق للدفاع بالحق والباطل عن سياسات الدولة  قد أخذت فى الافول، لا سيما فى ظل تبعيتها السابقة لوزارة الإعلام، قبل أن تنتقل إلى رئاسة الجمهورية أواخر عام 2012.

وليس هناك أدنى شك أن  السبب فى ذلك يعود إلى اللمسات التى أضفتها  جهود ضياء رشوان على عملها.