رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

قليل البخت يلاقى السيراميك فى الكشرى، الذين لم يحالفهم الحظ يشبهون حالهم كمن يعثر على العظم فى الكرشة، ولم يعلن أحد عن اكتشافه للعظم فى الكرشة رغم وجود العديد من البشر الذين يشتكون من قلة البخت، أنا شخصياً أكلت الكشرى بالسيراميك، ورغم ذلك فأنا ليس قليل البخت، يكفى أننى من حسن حظى جعلت رأسى برأس طالبات  جامعة أسيوط اللائي وجدن العقرب فى طبق الفول الذى تصرفه لهن المدينة الجامعية، ورغم ذلك فطالبات أسيوط لسن قليلات البخت بدليل أنهن مازلن على قيد الحياة، رغم أكلهن العقرب مع حبات الفول أوهممن بأكله قبل أن يكتشفنه، كما أكلت أنا قطع السيراميك مع حبات الأرز والمكرونة فى طبق الكشرى، أوهممت ببلعها قبل أن أصرخ وجدتها.. وجدتها،  ورد على صاحب محل الكشرى هى إيه يا عم نيوتن! فأشرت اليه بالطبق أحمله لأريه قطع السيراميك تسبح فى الصلصة وسط الأرز والمكرونة، فقال هى من عند تاجر الأرز قلت: يبقى أنتم لم تغسلوا الأرز، انتبه الزبائن، وأوقفوا خبط الملاعق فى أطباق الكشرى، البعض كانوا يأكلون طواجن مكرونة بالجمبرى أو السجق أو الكبد، والبعض كان قد دخل على الحلو مهلبية أو أرز بلبن.، المصريون يقبلون بشدة على وجبة الكشرى الشعبية هى ومثيلتها الفول والفلافل، فمازالتا الوجبة المفضلة عندهم رغم تحريك سعرها، بابتسامة مغلفة بالضيق قال صاحب المحل للزبائن: كل واحد يخليه فى طبقه، ووجه كلامه لى: «بردو مسيو» أنا هجيب لك طبق آخر، فقلت له بس كشرى المرة دى! ولا أقولك بلاش السيراميك عملى دماغ انت عارف سعر متر السيراميك الآن، بكام دانتم بتخسروا على كدة!

راح فين زمن الشقاوة، وسابنا لزمن السيراميك بالكشرى، والفول بالعقارب، ووجبات مدرسية با لسم الهارى، وأوقفت المدارس صرفها للتلاميذ بسبب ارتفاع سعر السم، والحكومة محرجة تقدم لهم البسكوت سادة!، راح فين زمن العيش أبومسامير، لدرجة أن نجاراً كان  يقضى معظم الوقت فى طابور العيش، لشراء المسامير من الزبائن، وكان يحصل عليها بسعر أرخص، وزمن الصراصير فى زجاجات المياه الغازية، كله ده كوم وحكاية السيراميك كوم ثانى فمنه اشتقت بودرة السيراميك التى تضيفها بعض محلات الألبان الى اللبن والجبن الأبيض كما تضاف الى بعض الأدوية. طعم فتافيت السيراميك فى فمى استغرق وقتاً طويلاً، وكل ما اسأل حد هل جربت تاكل الكشرى بالسيراميك، يضع يده على بطنه ويبحث عن الحمام، بطلت أسأل،  لكن لى رجاء من الرقابة الصحية ومباحث التموين وجهاز حماية المستهلك، وجهاز العروسين: إلحقونا.. أما محل الكشرى أبوسيراميك فلا يستحق أن يكون «قدوة» لمحلات الوجبات الشعبية. فكرنى هذا المحل بمحل كباب وكفتة كتب عليه صاحبه عبارة «الكلابجى وأولاده» وكان عليه إقبال كبير من الزبائن بسبب خفة ظله واسمه المميز، واعتقد الزبائن أن كلابجى اسم العائلة واكتشفوا بالصدفة أنه يبيع لهم كباب كلاب، وفى التحقيقات قال صاحب المحل انه لم يغش الزبائن واليافطة على محله لا تكذب ولا تتجمل، أهه: محل الكلابجى وأولاده.. آه يا كلب يابن الكلب.