رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

إرهاصات كثيرة شهدتها أروقة الدورة الرابعة والخمسين من أعمال مؤتمر ميونخ للأمن الذى اختتم أعماله الأحد الماضى. لم يغب عن المؤتمر التطورات الخطيرة على الساحة السورية التى شهدت إسقاط الدفاعات الجوية السورية للطائرة الإسرائيلية «إف 16»، وهو الحدث الذى كان له صدى كبير عندما تصدت منظومة الدفاع الجوية السورية للطائرة الإسرائيلية بأكثر من عشرة صواريخ من طراز سام 5، وهو الحدث الذى اعتبرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عملاً خطيراً وغير عادى وغير مسبوق وغير متوقع. ولذا جاء ليشكل تحولات شديدة الأهمية لصالح المقاومة السورية فى مواجهة العدو الصهيونى. وأثبت هذا التحول بأن سوريا دولة مقاومة وممانعة من طراز رفيع. دولة تمتلك الحزم والعزم والإرادة والقدرة على اتخاذ الموقف المناسب فى الوقت المناسب لتشكل جبهة ردع فى مواجهة اعتداءات الصهاينة. إسقاط الطائرة جاء بعد أن تصدت الدفاعات السورية فى العاشر من فبراير الجارى لاعتداءين استهدف الأول أحد المواقع العسكرية فى المنطقة الوسطى، وجرى الثانى فى ريف دمشق.

لم تتوقع إسرائيل أن تسقط الدفاعات السورية طائرتها، ولذا كانت العملية صادمة لمسئوليها وجاءت لتثبت قدرة سوريا على تثبيت وترسيخ سياسة توازن الردع. غير أن ما أكده التقرير السنوى لمؤتمر ميونخ هو أن الحرب فى سوريا ستستمر  عدة سنوات ولربما لعقود، بل وبإمكانية أن تتحول إلى حرب عالمية بين روسيا وأمريكا فى ظل إطلالة الحرب الباردة المتفاقمة بينهما من جديد. وإذا حدث هذا سيكون الأمر خطيراً ليس على المستوى الإقليمى وإنما ستمتد آثاره إلى العالم كله.

سلطت الأضواء فى مؤتمر ميونخ على السجال الذى جرى بين نتانياهو ومحمد جواد ظريف وزير خارجية إيران الذى وصف فى خطابه أمام المؤتمر أداء نتانياهو بالسيرك، وحمل إسرائيل وأمريكا مسئولية النزاعات فى الشرق الأوسط. أما نتانياهو فلقد هدد بالتحرك ضد إيران التى قال عنها إنها أكبر تهديد للعالم، ووصف الاتفاق النووى الذى وقع فى 14 يوليو 2015 بين إيران ومجموعة 5 + 1 بسياسة الاسترضاء التى لن تجدى نفعاً. غير أن جون كيرى وزير خارجية أمريكا السابق وأحد مهندسى الاتفاق عارضه فى مداخلة له فى المؤتمر وشدد على أهمية الاتفاق ووجوب تطبيقه فى أماكن أخرى وأنه من المهم جداً لأوروبا والعالم التمسك به والتأكد من استمرار العمل به، وأردف قائلا:(إذا ألغينا الاتفاق مع إيران سيتعين علينا عندئذ قصفها وهو ما لا نرغب فيه). وعامة فإن نتانياهو لم يذهب بعيداً عن موقف ترامب الذى ما فتئ يصر على إلغاء الاتفاق النووى مع إيران.