رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مر أسبوعان منذ  بدء «العملية الشاملة سيناء 2018» التى تقوم بها القوات المسلحة والشرطة بعزيمة وإصرار لتطهير سيناء من الإرهاب، وكشفت النتائج التى أعلنها العقيد تامر الرفاعى المتحدث العسكرى، عن تصفية 71 تكفيرياً وتدمير «158» هدفاً كان من نصيب القوات الجوية و«413» هدفاً دمرته المدفعية، وتم القبض على «1852» فرداً ما بين متهمين فى جرائم ومشتبه بعلاقتهم بالتكفيريين، وتدمير «1282» وكراً ومخزناً كان يستخدمها الإرهابيون فى الاختباء وتخزين الأدوات الطبية وتدمير «293» عبوة ناسفة وتدمير «4» مراكز إعلامية واتصال و«14» عربة دفع رباعى محملة بالذخائر، وضبط وتدمير مساحات كبيرة مزروعة بالمواد المخدرة، وقال المتحدث العسكرى إن الأعمال القتالية أسفرت عن استشهاد «7» من أبطال القوات المسلحة وإصابة «6» آخرين ومازالت العملية مستمرة حتى تتحقق الأهداف والمهام المخطط لها، وهى أن تبقى سيناء للمصريين.

الأرقام السابقة تؤكد طبيعة وحجم المؤامرة على مصر، واختيار البوابة الشرقية لإرسال الإرهابيين من كافة الجنسيات والتجمع على أرض سيناء ومدهم بالأسلحة الثقيلة والمتفجرات للقيام بعمليات تخريب داخل الأراضى المصرية وفى قلب القاهرة، وكان مخططاً أن تقوم هذه العناصر الإرهابية بعمليات تخريب خلال الانتخابات الرئاسية مدعومة ببعض ضعاف النفوس فى الداخل، ولم  تنتظر قوات الجيش والشرطة وقوع أى عمليات ضد أهداف مصرية، وقررت أن تكون هى المبادرة بالهجوم وليس رد الفعل، لتنفيذ تكليف الرئيس السيسى بتطهير سيناء من الإرهابيين، بناء على العهد الذى قطعه على نفسه عندما قال: «مش هنسيب سيناء.. يا تبقى بتاعة المصريين يا نموت».

العملية سيناء لم تنجح بجهود قوات الجيش والشرطة فقط، فهناك تعاون أبناء سيناء الذين كشفوا عن معدنهم الأصيل وانتمائهم اللامحدود لوطنهم، وقرروا الصمود فى هذه الظروف الصعبة، وتعاونوا مع قوات إنفاذ القانون فى تقديم المعلومات التى كان لها دور كبير فى تحقيق النتائج المبهرة خلال الأسبوعين الماضيين. قدر أبناء سيناء أن يمروا بهذه المحنة، ويتحملوا صعوبة التنقل داخل المدن السيناوية ويتعرضوا للتهديدات الإرهابية، ولكنهم يعلمون أنهم يدفعون ضريبة الوطنية والانتماء للتراب عن رضاء وقناعة، وفى مقابل هذا الدور الكبير الذى لعبه أبناء سيناء فإنهم وجدوا اليد الحانية من القوات المسلحة التى تربّت على أكتافهم وتوفر لهم كافة السلع والخدمات، كعادة القوات المسلحة فى وقوفها مع الشعب المصرى فى جميع الأزمات وتحل مشاكل أبنائهم فى الدراسة، فتكون اليد الحانية التى تمتد فی الوقت المناسب لتذليل أى عقبات تواجه فئات الشعب كعادتها فى كل مكان، إلى جانب وقوف القوات المسلحة مع أهالى سيناء البالغ عددهم حوالى «450» ألف نسمة، يعيشون على مساحة «62» كيلو مترا مربعا فإننا نريد أن نرى ماذا يقدم المجتمع المدنى لأهالى سيناء، ودوره فى إدارة الأزمة بعد تطهير الأرض من البؤر الإرهابية لإعادة الحياة الى طبيعتها، كما نريد أن نرى دور رجال الأعمال فى إصلاح المؤسسات التعليمية والصحية والمبانى الحكومية التى تعرضت للضرر، نتيجة المواجهة مع الإرهاب.

شعب سيناء الصامد لا يحتاج الى توصية للقيام بالواجب المطلوب منه نحو وطنه، ولن يحتاج إلى أن نشعره بأنه ليس وحده وأننا نقف الى جواره شعباً وحكومة لنقدم له كل ما يحتاج إليه فى معركة البناء والتعمير بعد انتهاء مرحلة التطهير.