أتطرق فى هذا المقال إلى منتديات ومبادرات خاصة بمجال التعليم تم تقديمها فى القترة القريبة الماضية عن طريق موضوعين أو قسمين أولهما منتدى لندن لعالم التعليم وهو أكبر تجمع لوزراء التعليم فى العالم ويعقد فى لندن فى شهر يناير من كل عام وهو يجمع رواد التعليم وصناع السياسات والمستشارين التعليميين ممن يمثلون ثلثى سكان العالم لمناقشة سياسة التعليم المستقبلية ووفقًا للتصنيفات العالمية للجامعات فى 2018 جاءت أربع من الجامعات البريطانية ضمن أفضل عشر جامعات على مستوى العالم.
وفى هذا السياق وبناء على دعوة رسمية زار لندن الشهر الماضى وفد مصرى رفيع المستوى ترأسه وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالى من أجل الشروع فى عقد شراكات تعليمية جديدة بين المملكة المتحدة ومصر ووقع وزير التعليم العالى ونظيره البريطانى مذكرة تفاهم تنص على إنشاء أرقى الجامعات البريطانية فى مصر وذلك طبقًا لبيان رسمى للسفارة البريطانية وسيتيح هذا الإتفاق تعاونًا أفضل بين الجامعات البريطانية والمصرية مما يُعزز العلاقات الثنائية القائمة بما فى ذلك مبادرات البحث والتعليم العالى ومن الجانب الآخر وخلال زيارته التقى السيد وزير التربية والتعليم بوزير الدولة البريطانى لشئون التعليم والمدارس وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط بالإضافة إلى نخبة من الإخصائيين التعليميين وذلك لتبادل الخبرات حول كيفية تطوير التعليم لتلبية احتياجات العدد المتزايد من السكان.
ومن ناحية أخرى استضافت القاهرة فى العاشر من فبرابر الجارى فاعليات المنتدى الأفريقى الثالث للعلوم والتكنولوجيا والإبتكار برعاية السيد وزير التعليم العالى حيث يهدف إلى تحقيق النمو الإقتصادى ورفع القدرة التنافسية للقطاع الخاص الأفريقى من خلال تطبيقات العلوم والتكنولوجيا والابتكار عن طريق تحفيز دول القارة للاستثمار بصورة أكبر فى التعليم العالى والبحث العلمى وأكد وزير التعليم العالى أن جلسات المنتدى تتناول العديد من المحاور منها تشجيع الابتكار والبحث العلمى وتلقى الضوء على دور القطاع الخاص فى خمسة مجالات هى التغير المناخى والتغذية والمياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمستحضرات مما تتيح فرصًا حقيقية للتحول الاقتصادى فى أفريقيا وأوضح أنه من المقرر أن يصدر المنتدى مجموعة من التوصيات المهمة منها زيادة الاستثمارات فى مجال المعرفة الأفريقية ونظم العلوم والتكنولوجيا والإبداع إلى جانب زيادة تمويل العلوم والتكنولوجيا وإطلاق برنامج المنح فى مجال الطاقة وإعلان استراتيجيات للدعم المستقبلى للعلوم والتكنولوجيا والإبداع فى أفريقيا.
وأما القسم الثانى من مقالى هذا أود أن أوجه كل تحية وتقدير إلى النقابة العامة للمهن التعليمية بالجيزة لإطلاق مبادرة (أنا معلم أنا أستطيع) تحت رعاية نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب والمعنية بالبحث عن مهارات المعلمين وإظهار قدراتهم وكفاءتهم لاستغلالها فى تطوير منظومة التعليم والخروج بها من الحلقة الضيقة إلى الأفق لملاحقة ركب التقدم وإعادة هيبة التعليم المصرى وسمعته التى كانت محط أنظار واحترام وتقدير العالم.
ومن المنتظر البدء فى إجراءات المبادرة داخل جميع مدارس محافظة الجيزة كمرحلة أولى لفتح باب التقدم لكل من يرى فى نفسه القدرة والكفاءة أو يمتلك الأفكار التى من شأنها إحداث نقلة فى مجال التعليم لذلك فإننى أتمنى نجاح هذه المبادرة لتكون نواة لإيجاد بعض الحلول لمشكلات التعليم المصرى وتحدياته كما أدعو الحكومة المصرية لتبنى هذه الاقتراحات ووضعها تحت الدراسة وحيز التنفيذ طبقًا لإمكانات الدولة.