عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

فى الرابع من أكتوبر الماضى بارك البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، واعتمدها ضمن رحلات الحج المسيحي. ومُباركة البابا تُمَثِّل دعوة للحجاج الكاثوليك وعددهم أكثر من 2 مليار نسمة حول العالم لأداء شعائرهم الدينية في مصر. ومنذ ذلك التاريخ بدأ الكثيرون من المسيحيين حول العالم يسألون عن مصر، ومسار رحلة هروب  السيدة العذراء مريم، وطفلها السيد المسيح من  الإمبراطور هيرودس الذى اضطهد المسيحيين، وأراد قتلهما، فهربت به تحمله، وسلكت فى رحلتها دروبًا شاقة ومُتعِبة ومُؤلِمة، وخرجت مريم وطفلها  من أرض فلسطين هاربةً إلى ارض مصر، راكبةً حمارًا، حاملةً طفلها بين ذراعيها، ويتبعهما يوسف النجار، يسيرون عبر صحارى قاسية دون حماية، هربا من خطر الروم.

وكان اعتماد بابا الفاتيكان لمسار الرحلة كمزار للمسيحيين طوقًا لنجاة السياحة المصرية من الركود، لكن الغريق رفض التشبث بالطوق، وتهاون فى أهميته وقيمته الكبرى، ولم تجد مبادرة البابا فرانسيس إلا حماسًا مؤقتًا، لم يتجاوز مجرد الكلام عن أهمية تجهيز المزارات وتأمين المسارات، وألقى الجميع العبء الثقيل على كاهل وزارة السياحة المُثْقَل ومعها بعض المُحافظين، وكأنَّ دعوة الفاتيكان مجرد دعوة لزيارة وحيدة فقط، ونَسَوا أنَّ مسار الرحلة سيكون مقصدًا دائمًا لمن أراد من المسيحيين فى جميع أنحاء العالم.

ولم يلتفت المسئولون إلي أنَّ تجهيز المزارات والمسارات يحتاج جهدًا كبيرًا، وميزانية خاصة مفتوحة، ولجنة وزارية يرأسها رئيس الدولة؛ لمتابعة تنفيذ خطة شاملة لتطوير وتأمين المسارات والطرق المؤدية للمزارات في سيناء، ومحافظات الشرقية، والقليوبية، والغربية، والدقهلية، والبحيرة، والقاهرة، والمنيا، و أسيوط.

وبدعوة من الأنبا بيجول رئيس الدير المحرق فى القوصية بأسيوط، زُرتُ يوم الأحد الماضى الدير الذى يمثل أهم محطة فى رحلة العائلة المقدسة لمصر، حيث استقر السيد المسيح مع والدته العذراء مريم مدة ستة أشهر وعشرة أيام. وقد رأيت مدى استعداد الدير بكنائسه العديدة لاستقبال الحجاج من جميع أنحاء العالم، غير أنَّ الطرق المؤدية له لا ترقى لمستوى أنْ تكون ممرات لسياح أجانب يزورون أماكن يقدسونها..

الإعداد الجيد لتجهيز مسار ومزارات العائلة المقدسة فى مصر، يتطلب إدارة واعية ومنفتحة، وميزانية ضخمة لتنفيذ مشروعات للصوت والضوء، وطرق وكباري، ومحطات خدمات، وفنادق واستراحات.. لنبدأ جيدًا من الآن، ونُنَفِذ هذا المشروع علي أنه أحد المشروعات القومية الكبري المهمة فالعائد مِنْ ورائه كثير.. كثير جدًا جدًا.

[email protected]