رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

الخبر مُبهج ولافت ودليل على أن هُناك مّن يُفكر ويدرس ويقرر. خطوة أولى ومستهل نتمنى أن يتواصل لغربلة ركام من الجهل وموروث من الغُبن.

قرر عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة تغيير اسم شارع سليم الأول، ذلك السلطان العُثمانى الغادر الذى احتل مصر سنة 1517 بعد حيل، وخيانات، وأعدم سُلطانها المحبوب طومان باى وعلّق جثمانه على باب زويلة.

كيف بقى القاتل حاضرًا عقودا طويلة على اسم شارع مهم؟ وكيف لم يلحظ مسئولون وقيادات محلية أن شارعًا يحتفى بطاغية مُتجبر احتل بلادنا وسامها خسفًا وجورا ونهبا لثلاثة قرون؟ لا أحد يقرأ ولا أحد يبحث ولا أحد يُفكر بسياسة وحكمة ورغبة فى الانصاف.

قرار محافظ القاهرة يستحق الإشادة والتقدير ويفتح الباب لمراجعة شاملة لأسماء الشوارع والميادين فى مصر.

شوارع وميادين وأماكن أخرى تحمل خطايا قتلة وجهلة وتافهين مروا عبر تاريخنا. تصوروا مثلًا أن يُطلق اسم صلاح سالم على أكبر شارع فى القاهرة، رغم أنه كان شخصًا مُنفّرا أساء للضباط الأحرار وحركة يوليو، ووصفه معظم زملائه بالجنون والتهور.

خذوا مثلًا غريبا هو شارع الأشرف خليل بن قلاوون. هل يعلم السادة المسئولون أن هذا السلطان المملوكى كان سفاحًا شهيرا، قتل كافة الأمراء، وأقام مذابح فى مصر والشام وعسف بالناس إلى أقصى مدى؟ يحكى لنا التاريخ نوادر عن مجونه وتهتكه وسخريته من الدين حتى أنه كان يجاهر بشرب الخمر فى نهار رمضان، وهو ما دفع أحد رجاله بقتله ولم يهرب،وإنما وقف يستقبل المحاكمة بجرأة معلنا أن السلطان كان يشرب الخمر فى رمضان ويفسق بالمردان ولا يصح أن يحكم المسلمين.

لا يوجد مُدقق ولا لجنة بحث لتُخبرنا كيف تم اطلاق اسم الشيخ عبد العزيز جاويش على أحد شوارع الجيزة رغم أنه واحد من أبرز أبطال الفتنة الطائفية فى مصر؟ إن الرجل هو مؤسس تيار التعصب الدينى المُمنهج ضد الأقباط المصريين، وهو واحد من مناصرى الخلافة العثمانية وله مقولة فاضحة لا يمكن نسيانها هى « سنجعل من جلود القبط فى مصر نعالًا ومن شعورهم حبالًا».

هناك أيضا شارع فى مصر الجديدة يحمل اسم بطرس باشا غالى الجد، والذى ترأس محاكمة الفلاحين المصريين فى حادث دنشواى، ثُم اغتاله صيدلي وطنى سنة 1910. هل يصح تخليد مَن قام باعدام المصريين فى محاكمة متعسفة لمجاملة المحتلين؟

فضلا عن ذلك، فهناك شوارع بأسماء ساسة ومسئولين لعبوا أدوارا ملتبسة ضد قضايا الحريات،والاستقلال الوطنى، والديمقراطية مثل محمد محمود، مصطفى باشا فهمى، نوبار باشا، عدلى باشا، وغيرهم.

والغريب أنَّ مَن يستحقون تكريمًا واحتفاء وذكرا منسيون. قائمة لا تنتهى من الأفذاذ والعباقرة وصُناع التاريخ الحقيقيين لا ذكر لهم. كيف لا توجد لدينا شوارع وميادين بأسماء هؤلاء: مصطفى مشرفة، سميرة موسى، نجيب محفوظ، محمد صالح حرب، سينوت حنا، شفيقة محمد، عبدالرحمن فهمى، وأحمد كيرة. كيف ؟ مجرد طرح السؤال موجع.

والله أعلى وأعلم.

[email protected]