رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ظاهرة أضحت فى السنوات الأخيرة محل اهتمام كثير من الباحثين فى علوم الاتصال الجماهيرى فى العالم العربى تتمثل فى وجود خلل ما فى عملية مخاطبة الآخر، بمعنى اننا نظل أسرى رد الفعل لما يقال عنا أو ما ينقل منا فى وسائل الإعلام الأجنبية وندور داخل دائرة تأثير فضاءاتنا العربية فقط، بعبارة أخرى نحسن مخاطبة أنفسنا من خلال حوارات برامج «التوك شو» وغيرها ونادرا ما نجد إجادة مخاطبة الآخر بلغاته وعبر وسائل اتصال مباشرة ومؤثرة موجهة إليه وحتى اذا حاولنا فإن رسائلنا التى تستهدف فكر وعقل الآخر تضل طريقها فى الأغلب ولا تصل إليه إلا فيما ندر!

وتعريف هذا الآخر هو كل من لا يتحدث اللغة العربية وترسخ فى إطاره المرجعى صورة ذهنية للامة العربية وتحتاج لتعديل فى الشكل والموضوع خاصة قد يكون لحقها تشويه متعمد أو يكون جاء نتاج تقصير من جهتنا فى تقديم أنفسنا لغيرنا ومن ثم يفرض الوصول للآخر تصورا مشتركا أو رؤية جديدة تتناول التعامل مع هذا الآخر وتخرج من شرنقة البيات العربى – إذا جاز التعبير – وتنفتح على أفكاره وتتفاعل مع معطياته من خلال مد «جسور» إعلامية تترجم هذه الرؤية إلى مهام طموحة تنقل وجهة النظر العربية فى الأمور التى تفرض مواجهة الفكر بالفكر وتعمل على تصحيح ما يسميه علماء السلوك البشرى بـ«الصورة القومية» أى الصورة الذهنية الموجودة عنا فى عقل الآخر! وعلى الرغم أننا نعيش فى القرن الحادى والعشرين هناك فى عالم اليوم من لا يعرف عن العرب سوى الجمل والعقال والهرم ويخلطون بين العرق العربى والإيرانى والباكستانى.

وكنت قد زرت ألمانيا عام 1979 أى بعد وفاة جمال عبدالناصر بحوالى تسع سنوات والتقيت بسيدة ألمانية مسنة سألتنى عن جنسيتى قلت «مصرى» فقالت لى «ناصر» ثم أردفت بعمل إشارة التكبير فى الصلاة وقالت «الله أكبر» وتدل هذه الواقعة على أن هناك إشارات تنطبع فى الذهن ولا تتغير بمرور الزمن وأراها إشارات إيجابية ومع هذا قد ترسخ إشارات سلبية عن صورتنا الذهنية ما يتطلب أن تكون هناك متابعة لها حيث نؤكد أنها فى عقولهم عام 2018 يجب أن تكون قد تغيرت لأنه حدثت بالفعل تغييرات جذرية فى حياتنا العربية بين التاريخين المذكورين وهناك من يحتفظ بالصورة التقليدية للشخصية العربية حتى الآن وهى أكثر إيجابية من الصورة الحديثة لأننا عجزنا عن مخاطبة الآخر من أجل تحسين صورتنا وتجنب الانطباعات الخاطئة عن هويتنا ولم نستفد من الثورة التقنية فى مجال الاتصال لحل إشكالية مخاطبة الآخر رغم أننا نمتلك كل التقنيات الحديثة فى هذا المجال.

مما تقدم يصبح من الضرورى العمل على خلق ثقافة عربية تعنى بأساليب مخاطبة الآخر من خلال الاتصال المباشر فى دول ومجتمعات تعانى شح المعلومات الصحيحة عن العالم العربى أو من خلال توظيف حقيقى لوسائل الإعلام الموجهة لمن لا يتحدثون اللغة العربية أو لا يتعاطون مع الثقافة العربية على نحو سوى!!