رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

تعالت فى الآونة الأخيرة بعض الأصوات الشاذة، للمطالبة بمقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة، ولست أدرى، لماذا هذا المطلب بالذات؟ وما هو العائد من ورائه؟ وهل فى هذا المطلب الآن مصلحة لمصر؟

فى الحقيقة، إننى تعجبت كثيراً ممن يطلقون هذا المطلب غير المبرر أو المفهوم، فإذا كان لهؤلاء المطالبين هدف غير الإساءة لمصر، فإن عليهم أن يوضحوه لنا. أنا أفهم أن المعارضة إذا كان لها هدف فيه مصلحة للبلد أو حتى مصلحة شخصية، فإنه من المفروض عليها أن تشارك فى المعركة الانتخابية حتى ولو كانت مشاركتها محسومة، لكى تتمكن من شرح وتوضيح وجهة نظرها للناس، فربما تكون لها فرصة أخرى فى المستقبل، إنما أن تطالب الشعب بمقاطعة الانتخابات، فهذا أمر يثير الشك والريبة.

مصر كانت وما زالت مستهدفة ضمن منطقة الشرق الأوسط، لإشاعة الفوضى التى سيترتب عليها مستقبلاً –لا قدر الله- التقسيم والتفتيت. أمريكا وحلفاؤها -خاصة إنجلترا- منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، التى تهدمت فيها أكبر البنايات الأمريكية، قد عقدوا العزم على ضرورة الانتقام من المسلمين عامة والمتشددين منهم بصفة خاصة، وقد انتهت هذه الدول إلى تنفيذ مخططهم المسموم الذى أطلقوا عليه الشرق الأوسط الجديد، بهدف تقسيم وتفتيت منطقة الشرق الأوسط وإضعاف دول المنطقة لصالح إسرائيل.

التحالف الأنجلو-أمريكى استطاع تنفيذ مخططه المسموم فى العديد من الدول العربية، ولكن بقيت مصر ومعها أربع دول عربية أخرى. وبالتالى، فإن التركيز هذه الأيام على مصر، لأن شعبها العظيم، وجيشها الجسور، وقائدها المظفر، استطاعوا أن يشكلوا جميعاً حائط صد منيعاً فى مواجهة هذا التحالف الشرير وصد الإرهاب معاً، بل بالعكس، فقد استطاع شعب مصر بقيادة الرئيس السيسى إعادة بناء مصر مرة أخرى، أملاً فى أن تعود كما كانت أم الدنيا. ومن ثم لن يهدأ هذا التحالف حتى يجر مصر وشعبها مرة أخرى للهلاك.

وللحقيقة.. فإن الدعوى التى أطلقتها المعارضة لمقاطعة الانتخابات لن تضر سيادة الرئيس فى شىء لأن شعب مصر قد اختاره وسوف يقف إلى جانبه مهما حدث، إنما الخطر الحقيقى على مصر نفسها. ومن ثم فيجب علينا نحن المصريين –شعباً وجيشاً ورئيساً– أن نظل على تماسكنا فى مواجهة التحالف الغربى الشرير، فهو لن يتراجع عن مخططه بسهولة، لأنه يعلم أن فى سقوط مصر –لا قدر الله– سقوطاً للمنطقة العربية كلها، خاصة الدول التى ما زالت صامدة حتى الآن، كما يجب على تلك الدول -أيضاً- أن تظل متماسكة فى مواجهة المخطط الغربى الملعون.

إننى أدعو جموع الشعب المصرى للالتفات عن دعاوى مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة، وأن تكون مشاركتهم فى هذه الانتخابات جارفة، ليعبروا من خلالها عن وحدتهم لصالح أمن مصر وبناء بلدهم. فالكلمة الآن أصبحت لشعب مصر عن طريق صناديق الانتخابات، ويجب عليهم أن يثبتوا للعالم كله أنهم يد واحدة، وأنهم مصرون على تدمير الإرهاب وإعادة بناء مصر من جديد. خاصة أن المشاركة فى تلك الانتخابات إن لم تكن جارفة وشاملة سوف نسمح للدول المتربصة بنا أن تجد الوسيلة لكى تبث سمومها مرة أخرى بين شعبنا.

مرة أخرى.. إن الدعوة المسمومة لمقاطعة الانتخابات القادمة -فى حقيقة الأمر– ما هى إلا دعوى للكارهين والمتآمرين والحاقدين والإرهابيين، لكى يجدوا الفرصة مرة أخرى للوثوب على مصر وإشاعة الفوضى فيها من جديد، ومن واجبنا جميعاً أن نقف -شعباً وجيشاً- وكل قوة فى بلدنا، وراء انتخاب سيادة الرئيس.

وتحيا مصر.