رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

عجوز تافه بعقل فارغ، يصبغ ما تبقى من شعره الخفيف  باللون الأحمر،  ويتفاخر على الملأ بقصص تحرشه بالنساء، أصبحت الصفات المميزة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بين نصف الأمريكيين على الأقل الذين قرأوا أو حتى لم يقرأوا كتاب «نار وغضب فى بيت ترامب الأبيض».!

مؤلف الكتاب الصحفى مايكل وولف الذى رصد مئات الحكايات والشهادات من مساعدين وقريبين من ترامب، خلص فى النهاية إلى أننا أمام رئيس «جشع وغبى وطماع»، يحكم أقوى دولة فى العالم، وأنه يقودنا ببلاهة إلى حافة حرب نووية عالمية قد يأمر بإشعالها بنفس سهولة إصداره أوامر بإحضار زجاجات الكوكاكولا الخالية من السكر التى يدمنها، وأن موظفى البيت الأبيض وكبار رجال إدارته يعاملونه وكأنه طفل متمرد سخيف فى الثانية من عمره فى هيئة رجل على مشارف السبعين عاما!

ترامب الذى يطالب أطباء نفسيون أمريكيون بالكشف على قواه العقلية، وصف نفسه بأنه «عبقرى متزن» عندما سألته مذيعة بقناة تليفزيونية بريطانية عن رده حول رأى البعض فيه بأنه يعانى من اضطراب عقلى، وانه غير لائق صحيا لممارسة عمله، وهو الرد الذى اعتبره منتقدوه دليلا واضحا على غباء الرجل الذى يقولون إنه يقضى معظم وقته فى مشاهدة نفسه على التليفزيون، وأنه رشح نفسه لرئاسة أمريكا فقط ليكون الرجل الأكثر شهرة فى العالم، بل إنه أول من فوجئ بتقلده فعلا هذا المنصب!

ومع ذلك فإن هذا العقل الفارغ ينفذ خطة يبدو أنها لا ينقصها البراعة والذكاء فى الشرق الأوسط، اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ويستعد لنقل سفارة بلاده إليها العام المقبل تنفيذا لوعوده الانتخابية، دون أن يجد مقاومة عربية تذكر، ويهدد بمساندة إسرائيل فى استمرارها فى حصار غزة وتجويع أهلها إذا رفض الفلسطينيون المشاركة فى مفاوضات السلام التى يرعاها بانحياز تام لإسرائيل.

التفسير الوحيد لذلك أننا كعرب لم نستخدم أوراق الضغط الاقتصادية والسياسية التى نملكها لوقف مغامرات ترامب، لم نبحث فى امكانيات تقليص التبادل الاقتصادى مع واشنطن، ولا فى بناء شبكة مصالح بديلة مع التنين الصينى أو حتى الدب الروسى، انشغلنا بخلافاتنا المذهبية والفقهية وحروبنا ضد الإرهاب عن بناء تعاون إقليمى وعن بناء مجتمعات حديثة، تخاذلنا عن مقاطعة إسرائيل التى لن تستطيع البقاء وسط الحصار العربى، ففتحنا عشرات الثغرات التى نفذ منها أعداؤنا لإضعافنا من الداخل، دون أن يطلقوا علينا رصاصة واحدة!

قد يكون ترامب فعلا غبيا ومجنونا كما يقول كتاب «نار وغضب»، لكن قوى الصهيونية المسيحية التى تقف خلفه ليست كذلك، رجالها الذين يحيطون به يعرفون جيدا كيف يوظفونه لخدمة مصالحهم والتى تتمثل فى جعل إسرائيل قوة إقليمية عظمى تهيمن على المنطقة، وهو هدف لن يتحقق إلا بإضعاف العرب وجرهم إلى صراعات لا تنتهى فيما بينهم!