رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

 

فى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المصريين فى ختام مؤتمر «حكاية وطن» ناشدهم بضرورة المشاركة فى العملية الانتخابية وإعطاء صوتهم لمن يتوسمون قدرته على خدمة الوطن. وكانت كلمات الرئيس تنطوى على افتراض وجود منافسين له فى السباق الرئاسى، بحيث يقوم الناخبون باختيار من يصلح لهذه المهمة الجليلة من بينهم. ولكن العملية الانتخابية مضت على نحو عجيب تساقطت خلاله أسماء رنانة عرف عنها الرغبة فى الترشح للرئاسة، ولكنها خرجت أو أخرجت، لأسباب متباينة، إما عجزًا عن تلبية متطلبات الترشح، أو لعدم الوفاء بالجوانب القانونية المطلوبة. وفِى الأيام الأخيرة التى سبقت الموعد النهائى لإغلاق باب الترشح، جرى التنبه إلى أنه لا يوجد مرشح آخر إلى جانب الرئيس السيسى. وفِى الدقائق الأخيرة قبل غلق باب الترشح تقدم رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى بأوراق ترشحه، ليصبح المرشح الوحيد الذى ينافس الرئيس السيسى فى الانتخابات القادمة.

إن إجراء مثل هذه الانتخابات المهمة سواء بمرشح واحد يلزمه فى هذه الحالة الحصول على خمسة فى المائة من أصوات الناخبين، أو بمرشحين اثنين، مثلما هو الحال الآن، يشير الى أن هناك مشكلة سياسية ينبغى تداركها وإيجاد الحلول المناسبة لها خلال السنوات الأربع القادمة، قبل انتخابات ٢٠٢٢. فليس مقبولا أن تخلو مصر بلد المائة مليون من الشخصيات العامة التى يعتمد عليها والتى تصلح للرئاسة. كما أنه لا يصح أن تعجز الأحزاب المصرية التى تزيد على المائة حزب عن المنافسة فى انتخابات الرئاسة التى تمثل قمة العمل السياسى فى البلاد. صحيح أن وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى بشعبيته الجارفة طرفًا فى هذه الانتخابات يدفع الكثيرين إلى النأى بأنفسهم عن خوض مثل هذه التجربة المعروفة النتائج سلفًا. ولكن ما ندعو إليه الآن هو اتخاذ التدابير اللازمة لتنشيط الحياة السياسية التى تعتمد بشكل أساسى على الأحزاب وخاصة الأحزاب الكبرى بوصفها ركيزة الحياة السياسية فى مصر. وكانت  مصر صاحبة التاريخ العريق فى الممارسة الديمقراطية، قد تعرضت لفترة أبعدتها عن الممارسة الديمقراطية منذ ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢. وهى بحاجة الآن بعد ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونية إلى إرساء دعائم ديمقراطية تمكنها من تعويض ما فاتها واللحاق بركب العصر الذى تزدهر فيه الديمقراطيات من حولنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. وربما يتطلب تحقيق هذا الهدف سن بعض التشريعات التى تساهم فى تنشيط الحياة الحزبية. فقد يكون مفيدًا النظر فى إجراء انتخابات الرئاسة على مرحلتين: مرحلة أولية يتم فيها التعرف على المرشحين وغربلتهم وتصفيتهم إلى الحد الأدنى المقبول مثلما يحدث فى الولايات المتحدة، إلى جانب إلزام الأحزاب الممثلة فى البرلمان بتقديم مرشحيها إلى انتخابات الرئاسة. وساعتها لن نعدم وجود مرشحين لهذه الانتخابات.