المواطن المصرى غلبان لا ينقصه المزيد من المتاعب، وكفاه الغلاء الفاحش وخصة أسعار الدواء وكل مواد المعيشة، وزاد عليها تلوث الهواء بمصانع السماد فى المنصورة وأبو زعبل القريب من القاهرة، رغم أنه كان عندنا فى المحافظة إدارة لشئون البيئة، مثلما كانت لدينا فى القاهرة وزارة لشئون البيئة، ولكن هواءنا الملوث فى المنصورة جعل الحياة صعبة بسبب الدخان والغازات المنبعثة من مصنع السماد المقام ـ خطأ ـ على شاطئ النيل فى طلخا، فأساء إلى المواطن والزرع والحيوان، بتلوث الجو بغاز النشادر المنبعث من مداخن المصنع، وارتفعت شكاوى المواطنين والمزارعين وحملها إلينا طلاب جامعة المنصورة، فعقدنا ندوة كبيرة فى مدرج كلية الحقوق، ودعونا إليها محافظ الدقهلية ورؤساء مصنع السماد، واستمعوا لملاحظات الأساتذة والطلاب واقترح أساتذة الكيمياء بكلية العلوم حلولاً جدية للمشكلة تقبلها المحافظة ومديرو المصنع ونفذوها فعلا فى النصف الثانى من السبعينيات، ثم عادت ريمة لعادتها القديمة فى السنوات الأخيرة، بعودة شكاوى المواطنين من مصنع طلخا وزادت عليه شكاوى المواطنين فى محافظة القليوبية من مصنع أبوزعبل للأسمدة والمواد الكيماوية، ونسأل الحكومة: هل ما زال بها وزير للبيئة؟
الحياة صعبة والأكثر من صعوبتها أن تساهم إدارات الحكومة فى زيادة صعوبتها مثل مكتب وزارة التموين التابع لقسم باب شرقى بالإسكندرية إذ توجهت اليه فى هذا الجو العاصف لكى أقدم طلبًا بإضافة مولود ابنى على بطاقة التموين، وكان ذلك فى شهر نوفمبر الماضى، فقالت لى الموظفة المختصة إن قيد المواليد سيكون فى شهر يناير بالسنة الجديدة.. وذهبت اليوم 29 يناير لذات المكتب ومعى الأوراق اللازمة لتقديمها نيابة عن ابنى الذى يعمل فى مصنع نسيج متعطل عن العمل منذ أكثر من سنة ولا يصرف المصنع مرتبات للعمال والموظفين الذين يكادون يلطمون الخدود، ويسألون كيف نعيش وكيف نصرف على مدارس الأولاد وترد الشركة القابضة بمناولتهم معونات كربع المرتب أو نصفه.
وتزيد صعوبة الحياة ويزيدها موظفو الحكومة صعوبة، عندما أذهب إليهم كما طلبوا فى شهر يناير فرد مدير المكتب بأنه لا يقبل قيد مواليد فى الشهور الأولى وتزيد موظفة المكتب بأنها لا تقبل طلب التسجيل من الجد، ولا بد أن يأتى الأب بنفسه.. ولم تكن هذه القيود موجودة من قبل.. فلماذا يصعبون الحياة على المواطنين.. هل يسمعنى المرشح لرئاسة الدولة؟