رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أقر أنا المواطن «فلان» أننى مريض أعانى أعراض مرض «الحنين إلى الماضى»، ولكننى لا أصفه دوماً بأنه «الزمن الجميل»، فأهل ذلك الزمن بشر مثلنا ولم يكونوا بالقطع ملائكة يطوفون فى سماء بيوتنا فى مواكب نورانية، ولكن تشغلنى أحياناً أسئلة من نوعية «هو ليه بنتلدغ من نفس الجحر ميت مرة ؟!»، و«هو ليه لم نبنِ على ما أنجزناه فى زمن فات؟!» وغيرها من أسئلة قد تشاركوننى إياها ونحن نقف علي أبواب التاريخ.

اقرأ معى عزيزى قارئ «الوفد» ذلك الخبر القديم بمجلة «المصور» عام 1927، «احتفل أخيراً فى فرنسا بمرور مائة سنة على صنع القاطرة الأولى وسير القطارات الحديدية فى تلك البلاد، وإليك التواريخ التى أنشئت فيها السكك الحديدية فى مختلف البلدان: انجلترا سارت فيها القطارات الحديدية فى 27 سبتمبر سنة 1825، النمسا سارت فيها فى سنة 1828، فرنسا فى نفس السنة أيضاً، الولايات المتحدة فى سنة 1829، بلجيكا فى سنة 1835، ألمانيا فى سنة 1835 أيضاً، روسيا فى سنة 1838، إيطاليا فى سنة 1839، سويسرا فى سنة 1844، إسبانيا فى سنة 1848، النرويج فى سنة 1853، البرتغال فى سنة 1854، وتأتى مصر فى سنة 1856... وتركيا فى سنة 1860.. هى شهادة تاريخية فى مطلع العشرينيات من القرن الماضى على صفحات «المصور» بتاريخ إنشاء السكك الحديدية.. يعنى حكاية إن سكك حديد مصر الثانية فى تاريخ الإنشاء بعد بريطانيا كذبة إبريل ولا إيه؟!

وفى مقال افتتاحى للأفوكاتو فكرى أباظة «المصور» رصد بعدد أكتوبر 1925 معركة عنون لها «الحرب الطاحنة بين الطربوش والعمة».. كتب «فى القاهرة الآن حرب طاحنة نشبت بين الطربوش والعمة.. تتولى مدرسة دار العلوم الآن القيادة وستصل العدوى بالطبيعة إلى القضاء الشرعى فالأزهر، ولا نعلم لمن سيكتب النصر: للطربوش أم للعمة؟

يقول «الأساتذة» إن الزى ما كان فى وقت من الأوقات أصلاً من أصول الشرائع، وإنما هو مظهر من له بالشرع، وقال أهل العلم والدراية: إن زىّ العمامة والجبة يرجع إلى أصل يهودى لا علاقة للإسلام به، وبغض النظر عن هذا، فمن واجب العدالة أن تتكلم بصراحة أن الزى الذى يريد الثائرون أن يتحرروا منه هو فى الواقع عقبة فى طريق المستقبل.. انتهى الاقتباس من أخبار زمن فات، والسؤال: ما رأيكم دام فضلكم فى القطار المصرى وحكاية الزى الدينى؟