عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

طبقا لموازين القوى العسكرية الحالية، لن يستطيع الفلسطينيون الحصول على حقوقهم المشروعة فى حدها الأدنى وهو إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 أما من ناحية موازين القوى السياسية، فهناك أكتر من فرصة لتدمير دولة إسرائيل من الداخل، دون أن يعنى ذلك أبدا إبادة اليهود، او إحراقهم فى أفران الغاز، أو حتى  طردهم من فلسطين، ولكن يمكن بالنضال السلمى طويل المدى إسقاط الهوية الصهيونية عن إسرائيل، وبناء دولة ديمقراطية يعيش فيها اليهود والعرب جنبا إلى جنب.

لكن كيف يمكن أن يحدث هذا؟ وهل هناك أى فرصة متاحة الآن للبدء فى هذا الطريق؟

الكثير من المفكرين والأكاديميين اليهود يؤكدون ذلك، ومنهم  الدكتور نديم روحانا أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الصراع بجامعة بوسطن الأمريكية الذى يرى انه بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فقد انتهت عمليا مرحلة الراعى الأمريكى للمفاوضات طبقا لحل الدولتين، وانه قد جاء الوقت لحل الصراع طبقا لمفهوم الدولة الواحدة، خاصة وأن قرار التقسيم عام 1948 لم يكن أبدا ضمن مطالب السكان الأصليين للأرض وهم الفلسطينيون الذين يجرى استعمارهم واستيطان اليهود فى أراضيهم بالقوة، طبقا لنص كلامه.

حل الدولتين فى نظر روحانا لن ينهى أبدا الصراع العربى الإسرائيلى، لعدة أسباب أهمها أنه سيترك اللاجئين الفلسطينيين فى دول الشتات والفلسطينيين داخل إسرائيل خارج هذا الحل، فاللاجئون لن يكون لهم أى حقوق، وفلسطينيو الداخل سيكونون مواطنين من الدرجة الثانية، وهذه «اللامساواة» كما يقول روحانا أكبر تهديد أخلاقى وسياسى للفكرة الصهيونية التى تتخذها إسرائيل عنوانا لها كدولة ديمقراطية، رغم أن إسرائيل الصهيونية فى حقيقتها كيان استعمارى يريد الاستيلاء على أراضى السكان الأصليين، وإبعادهم عن أرضهم بالقوة الغاشمة بتأييد أمريكى مطلق.

أما حل الدولة الواحدة، والذى يتبناه أيضا مفكرون فلسطينيون، فإن إسرائيل كما يقول روحانا تتجه إلى تطبيقه بطريقتها الخاصة وبنظرة استعمارية للاستيلاء على المزيد من الأراضى الفلسطينية فى دولة يهيمن عليها اليهود تعطى للفلسطينيين حقوقا منقوصة، ولكن هذا الحل يفتح المجال أمام الفلسطينيين لمقاومة النظام الاستعمارى الإسرائيلى، واستبداله بنظام ديمقراطى يسمح بتعايش اليهود والفلسطينيين على أرض فلسطين بدون صهيونية، وبحقوق متساوية فى دولة علمانية غير استعمارية، يعود إليها الفلسطينيون فى دول المهجر.

ما يقوله روحانا قد يكون حلا مثاليا للصراع فى الشرق الأوسط، لكنه يتطلب مناقشات وطنية فلسطينية موسعة حوله، لأنه سيغير من طبيعة الصراع ضد إسرائيل، بل وربما يسقط البندقية من جدول أعمال فصائل فلسطينية عديدة، كما أنه يتطلب نفسا طويلا لكى يؤتى بثماره، وستناهضه بقوة وعنف دوائر إسرائيلية بل ودولية مختلفة، كما يحتاج إلى ظهير عربى يسانده، ويقف مع الفلسطينيين فى نفس الخندق بقوة وحسم وشجاعة.