رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما الذى يجرى هذه الأيام ضد طبائع الوحدة الإقليمية والتاريخية والإنسانية بين شعبى الوادى التى كان يعبر عنها خير تعبير الزعيم إسماعيل الأزهرى رئيس حزب الوطن الاتحادى ومصطفى النحاس زعيم حزب الوفد، وقد توحدا فى مقاومة الاستعمار البريطانى لفصل مصر عن السودان، وقد كنا مُوحدين فى هتافاتنا ونحن ما زلنا تلاميذ فى المدارس ونخرج فى مظاهرات تهاجم الاستعمار البريطانى وننادى (يعيش وحدة مصر والسودان) (ملك واحد شعب واحد)، إذ كانت عناصر الوحدة تجرى فى دمائنا مجرى المياه فى نهر النيل العظيم والحب والعشق والمودة العظيمة بين ناس الشمال والجنوب فى وادى النيل، وكانت تظهر معالمها فى شتى المناسبات مثلما حدث عندما أتى السيد الميرغنى إلى الإسكندرية للعلاج فى مستشفى المواساة. وذهب إليه الزعيمان محمد نجيب وجمال عبدالناصر لزيارته والترحيب به فى بلده مصر ووقفنا خارج المستشفى نهتف (تحيا وحدة مصر والسودان) (تحيا وحدة وادى النيل).

وذهبنا فى عام 1963 إلى الخرطوم دون تأشيرة دخول على جواز السفر وقمنا بالتدريس فى كلية الحقوق وجامعة أم درمان الإسلامية ولم نكن مثل الأساتذة الإنجليز الذين يدرسون فى جامعة كتشنر ثم جامعة الخرطوم، حتى إن عدداً كبيراً من خريجى تلك الجامعة كان يعيد التحاقه بكليات جامعة القاهرة فى السودان حباً ومودة وطلباً للعلم على أيدى إخوانهم المصريين الذين اعتبرتهم السلطات السودانية امتداداً لنهر المواطنة المصرية - السودانية وطبقها الزعيم إسماعيل الأزهرى تطبيقاً عملياً عندما كان رئيساً لمجلس السيادة، إذ حرص على دعوة أساتذة جامعة الخرطوم وجامعة أم درمان وجامعة القاهرة بالعاصمة السودانية لأخذ رأيهم القانونى والسياسى فى شتى المشاكل، وسار على ذلك النهج رئيس القضاء المستشار بابكر عوض الله، إذ كان يدعونا مع أساتذة الجامعتين الأخريين لأخذ الرأى فى مشكلة إقصاء النواب الشيوعيين من مجلس النواب، وقد أفتينا وقتها ببطلان قرار المجلس، وهو ما حكمت به المحكمة الدستورية السودانية، وكان ذلك معلماً ظاهراً وأساسياً فى وحدة الفكر والثقافة السودانية المصرية التى زادها تعميماً وازدهاراً عندما تولى بابكر عوض الله رئاسة مجلس الوزراء وشكل لجنة مصرية - سودانية لتوحيد قانون العقوبات، وكان أستاذنا الكبير الدكتور محمد محيى الدين عوض عميد كلية الحقوق من أبرز أصدقاء رئيس القضاء ثم رئيس الوزراء على المستوى الشخصى والعائلى مثلما كنا نحن جميعاً مصريين وسودانيين على المستوى الشخصى والعائلى وهو نموذج لم يكن موجوداً مع دولة أخرى.

فما الذى حدث حتى يتعكر الجو بين مصر والسودان؟!