عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 ما يحدث فى إيران الآن.. هو النهاية الطبيعية لنظام حكم طائفى مهووس بأحلام التمدد والتوسع الإقليمى على حساب شعبه الذى يخرج اليوم ثائراً غاضباً مطالباً بالخبز والحرية وفرص العمل والعدالة الاجتماعية.. وإيقاف نزيف الخسائر الذى تعانيه خزائن دولته «الغنية» نتيجة تورط حكامه فى صراعات وحروب خارجية لا ناقة للشعب فيها ولا جمل.

•• هلاوس التوسع الإيراني

تشكل أساساً واضحاً لسياسة «نظام الملالي» الحاكم فى طهران فى تعاملهم مع دول الجوار ومحيطهم الإقليمي.. وهى سياسة عدائية ثابتة للدولة الإيرانية الطائفية منذ أن أطلق مؤسسها «الإمام الخميني» مبدأ «تصدير الثورة الإسلامية» المزعومة إلى الخارج.. وبدأ فى تنفيذ ذلك بمحاولته احتلال العراق زاعماً أن «الطريق إلى القدس يمر عبر العراق وعبر تحرير الحرمين الشريفين» ليكشف بذلك عن الوجه القبيح لدولته ومنهجها الدينى المتطرف لنشر الفكر الشيعى وإثارة الفتن وإشاعة الفوضى والإرهاب فى دول الإقليم.

•• نظام طهران

ورط شعبه فى حروب ونزاعات وصراعات فى سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا وفلسطين.. بل تمددت أحلامه التوسعية العبثية لتصل إلى دول أخرى خارج نطاقه الإقليمي.. مهدراً بذلك مليارات الدولارات التى يجنيها من مبيعات البترول ويحرم شعبه من الاستفادة بها فى مشروعات البناء والتنمية.. حتى بات معلوماً أن النظام الإيرانى ينفق على مؤسساته العسكرية (جيش ومخابرات وحرس ثوري) أكثر من 30 مليار دولار سنوياً.. وهو ما يعتبره العالم حجم إنفاق يدل على الأهداف التوسعية المجنونة لهذا النظام.

•• الشعب الإيراني

أو قل نسبة لا يستهان بها من هذا الشعب.. لم يستسلم لهذا العبث الذى يمارسه «الملالي» بمقدرات الدولة وتعريضها لخطر دائم ينذر بأن تحركاً دولياً مضاداً قادماً لا محالة.. وخاصة من الدول الكبيرة فى الإقليم.. لمواجهة و«فرملة» هذه السياسة العدائية التى يمكن أن تفجر وتحرق المنطقة بكاملها.

 فقد شهدت إيران طوال أكثر من 35 عاماً هى عمر «دولة الملالي» التى أسسها الخمينى عام 1979 انتفاضات شعبية عديدة.. لكن الواضح أن ما يحدث الآن مختلفاً نسبياً عما سبق.. نظراً لأن الاحتجاجات والمظاهرات تعم عدداً كبيراً من المدن إضافة إلى العاصمة طهران.. كما أنها لم تقف عند حد مطالب اقتصادية أو اجتماعية.. بل امتدت إلى المطالبة بتغيير النظام السياسى نفسه.. وهذا تمثل فى إحراق صور «الخميني» نفسه ومطالبة رئيس الدولة بالرحيل وهتاف المتظاهرين «لا نريد الدولة الإسلامية».. و«الموت لروحاني.. الموت للديكتاتور».

•• هذا تحول سياسى تاريخى

ولذلك يرى المعارضون الإيرانيون أن التطورات الحالية هى بداية لحراك شعبى طويل لن ينتهى مثلما انتهت كل الحركات الاحتجاجية السابقة.. وهو أمر يضع النظام الحاكم فى طهران أمام خيارات سياسية صعبة.. خاصة إذا ما لجأ وفقاً لما هو واضح الآن إلى القمع والعنف لإجهاض هذه الانتفاضة.

•• وفى تقديرنا أنه لا القمع ولا محاولة التهدئة عبر قرارات اقتصادية ستكون مجدية هذه المرة.. وأنه ليس أمام الملالى الآن سوى طريق واحد.. هو الإصلاح السياسى والانسحاب إلى الداخل.. والاستيقاظ من أحلام التمدد والتوسع الطائفي.