رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا ناس يا هوو

 

دون أن يدرى وحَّد الإرهاب الغاشم بين صفوف المصريين بالأمس القريب كانت الجمعة الحزينة فى المولد النبوى الشريف التى فجعنا خلالها بكارثة تفجير مسجد الروضة، ثم اختار الإرهاب أعياد ميلاد السيد المسيح عليه السلام فحصد أكثر من عشرة أبرياء فى استهداف كنيسة مارمينا بحلوان، ولم يدهشنى تعامل المصرين وتكاتفهم للتصدى على الهجوم على الكنيسة فتجد إمام المسجد يدعو المسلمين إلى النزول وحماية إخوتهم الأقباط، وتجد القس يدعو المسلمين لإسعاف المصابين والتصدى لحماية الكنيسة.. تجد الناس كلهم مجتمعين لا تستطيع أن تفرق بين مسلم ومسيحى أبداً لا تستطيع أن تفرق بينهم، وكعادة المصرين فى الأزمات والشدائد كل يحمى الآخر، وقد علمتنا الشدائد والكروب أن من أعظم المصائب والشدائد تولد الرحمة والتكاتف.

لم تنته بعد طعنات الإرهاب الغادرة فسيظل يبحث عن أيام الله المعدودات ليسرق الأمن والأمان والفرح من نفوس المصريين ويؤجج الفتن ويمزق الوطن.

يأتى استهداف الإرهاب لدور العبادة، لما تمثله من ملاذ للأمن والأمان.. وهدف المخطط الإرهابى أن يزعزع العقيدة والثبات النفسى وبين أفراد المجتمع الواحد، وفقدان الثقة بين الرئيس والمسئولين ومؤسسات الدولة وبين الشعب لإثبات أن الدولة غير قادرة على حماية المواطن من ناحية، ومن ناحية أخرى إنهاك الأجهزة الأمنية فى تأمين المساجد والكنائس المنتشرة على طول البلاد وعرضها، وبث روح الفتنة الطائفية والتى من المعروف أنها بيت القصيد لتمزيق المجتمع المصرى.

رحم الله شهداء الوطن فى الأيام المباركات التى اختلطت فيها دماء الطاهرة بين مجند يحمى فى سبيل الله ونفس استشهدت وهى تتضرع إلى خالقها.

ولم يدهشنى من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كافة المناسبات مناشدته للإعلام بضرورة تغيير استراتيجياته وتغيير طريقة التعامل مع القضايا التى تمس المجتمع، خاصة قضايا الإرهاب فى حين أنه يقوم بجولات مكوكية فى كل دول العالم للفت نظر المجتمع الدولى لضرورة المبادرة لاتخاذ إجراءات رادعة فى مساندة مصر فى حربها ضد الإرهاب.

لن ينتهى الإرهاب ولكن يمكن مكافحته والحد منه بتكاتف جميع الجهود ومؤازرة الدولة فى حربها على الإرهاب، فعلى الإعلام أن يتبنى استراتيجية جديدة تتناسب مع ما يعانيه المواطن فى قضايا آنية.. على الأزهر أن يقوم بمراجعة سياساته فى التعامل مع قضية الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى بطريقة تتعامل مع القضايا العصرية ومحاسبة كل شيوخ الفتنة والمتشددين وأصحاب الفتاوى المضللة.

الإرهاب ليس صناعة محلية إنما هو وباء العصر يضرب كل بلدان العالم بلا هوادة حتى الدول العظمى منها، ولكن يبقى التعامل معه بحزم وفكر وتكاتف لكل الجهود المجتمعية، خاصة دور المواطن هو المكافح والرادع للإرهاب.

[email protected]