عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

أبى  هذا العام أن يرحل بدون حزن وألم، وكأن مكتوبًا علينا أن نحزن كل عام ولا نعيش فى فرح وبهجة مثل باقى الأمم.. قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن ينهى العام بأحزان وآلام مريرة للشعوب العربية والإسلامية، فقد دفعه غرور القوة والغطرسة الأمريكية الى إصدار قرار بتهويد القدس مستغلاً حالة الضعف التى نعيشها الآن.

أكمل ترامب اللوحة الحزينة.. فسوريا الحبيبة ما زالت جريحة.. فيها رئيس يقتل شعبه، وأدخل فيها الأمريكان جميع التيارات والجهات لتتصارع وتثير الفوضى ويحل الخراب.

الجميع يتصارع فى سوريا، ليست داعش فقط ولكن هناك مائة جبهة مثل داعش، وليست الولايات المتحدة فقط.. ولكن هناك إسرائيل وروسيا وإيران وتركيا.. وسوريا هى الضحية.. أصبحت سوريا كما  خطط لها الأمريكان والصهاينة.. أشلاء دولة.. لا وزن لها ولا حساب حتى تنعم إسرائيل بالأمن والأمان.

العراق أيضاً أصبح ذكرى وماضيًا.. كل يوم تفجيرات وأشلاء جثث وحروب فى الشوارع، واقتصاد منهار، وبنية تحتية مدمرة، وكنوز تم نهبها، وحضارة أصبحت فى ذمة التاريخ.. ضاعت بغداد وغرقت البلاد فى الصراعات والفوضى وضاع الأمل وتبددت الأحلام.

ولم تكن ليبيا أحسن حالاً من العراق.. دمروها وحولوا شوارعها إلى ساحات للحروب، واقتسموا ثرواتها البترولية ونهبوا خيراتها، وما زالوا يتلاعبون بها ويمارسون هوايتهم فى إشعال الصراع.. حتى أن الرئيس الأمريكى  ترامب ترك كل مسئولياته وتفرغ للقاء السراج فى البيت لأبيض ليبحث له سيناريو إنقاذ ليبيا على حد وصفه.. أما الحقيقة فإن سيد البيت الأبيض أراد أن يطلع على سيناريو تدمير ما تبقى من ليبيا ويذكى الصراعات القائمة بين مختلف الجبهات، سواء كان فى الحكم أوعلى الأرض فى الشارع.

ورفض سيد البيت الأبيض أن يضع نهاية لمأساة اليمن، بعد أن وافق صالح وحزبه على الرجوع الى المملكة العربية السعودية وعودة المعادلة القديمة التى حفظت استقرار هذا البلد سنوات طويلة.. امتدت أيد خفية لاغتيال صالح حتى يغرق اليمن من جديد ولا يخرج من الدوامة.. الأيدى الخبيثة التى دبرت اغتيال صالح تعلم أننا سنبدأ من جديد.. سنبدأ من الصفر.. لأن الرجل رحمه الله كان يملك المفاتيح فى يده.. تحالف مع الجميع.. وتمدد بالجميع.. ورقص مع الثعابين فكانت نهايته مؤلمة.

خططوا ودبروا ونفذوا وفعلوا ما أرادوا.. البداية كانت بجورج بوش الابن الذى تصورتُ أنه أسوأ رئيس أمريكى وأنه رجل موتور ويعانى من اختلال عقلى.. ولكن تبين أن هناك من هو أسوأ منه.. فالحاكم الجديد للبيت الأبيض رجل غريب  الأطوار ولا يحمل أى مقومات ليكون حاكمًا لولاية أمريكية وليس للولايات المتحدة.. الخلاصة أنهم جميعاً ساروا على الدرب من بوش الابن إلى أوباما ثم ترامب.. تدمير الدول العربية وتقسيمها إلى دويلات صغيرة.. هذا ما أرادوه.. وكانت مصر فى المخطط.. لكن عناية الله ترعاها  ونجانا الله من كيدهم.

ساعات ويرحل العام.. ويتركنا نتجرع الآلام.. ولكن أبداً لن نيأس.. ولن نستسلم.. وكلنا إيمان ويقين أننا سننتصر مهما كانت المحن.. ويوماً ستشرق  الشمس مهما طال الليل.