رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى اجتماع عقد مؤخراً لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الأوضاع الراهنة فى ظل استمرار السلوك العدائى تجاه الدول العربية لفتت نظرى عبارة تناولتها كلمة وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد الـخليفة «إن التعاون مع الولايات المتحدة أجدى فى حماية الأمن القومى العربى من آليات التعاون العربى المشترك» ورغم أن العبارة صادمة لكنها كاشفة لحقيقة ما وصل إليه الحال العربى من تراجع عوامل التقارب لحساب عوامل التباعد ما أدى إلى الاعتماد على القوى الخارجية فى ضبط الأوضاع العربية خاصة من الناحية الأمنية!

بعبارة أخرى أن الاستثناء قد حل محل القاعدة أو ما يجب أن يكون فى أمتنا العربية! وعلينا أن نقرر أننا نحن العرب نعيش ظروفاً غير طبيعية نتيجة تسيد الخلافات العربية – العربية للمشهد الحالى ويزيد الموقف تعقيداً عاملان الأول استمرار خطر الإرهاب محدقا بالعالم العربى حيث لا يوجد أى دولة عربية بمنأى عنه! والعامل الثانى الضعف العربى الذى شجع على اتساع سقف الأطماع الإقليمية والدولية فى المنطقة العربية الأمر الذى يفرض تساؤلين مهمين لماذا لم تفكر الدول العربية حتى الآن ممثلة فى جامعتها العربية فى وضع استراتيجية عربية لمكافحة خطر الإرهاب بكافة صوره؟ ولماذا لم تفعل الاتفاقات التى أبرمتها الدول العربى لحماية الأمن القومى العربى لكى تتصدى للدول أو القوى التى تطمع فى الهيمنة على الشأن العربى؟

نلاحظ أن الإجابة عن هذين التساؤلين تجمعهما «فكرة» أن الحرب على الإرهاب أو مواجهة أطماع الغير تتم بجهود فردية أو ثنائية أكثر منها جهود جماعية رغم وجود التنظيم الإقليمى العربى المعروف باسم «جامعة الدول العربية» كما أن بعض الدول العربية تتخذ مواقف سلبية لاعتقادها أنها ليست فى دائرة الخطر سواء من جهة خطر الإرهاب أو أطماع الغير فيها كما توجد علاقة مصلحة وجود بين انتشار الإرهاب بصورة كافة والأطماع الإقليمية بالمنطقة فكلما ضعف الأمن القومى العربى وزادت حدة الخلافات العربية – العربية كلما قويت شوكة الإرهاب ومنح المتربصون بالوطن العربى فرصا لا تعوض لتوسيع نطاق أطماعهم أضيف على ما تقدم أن التدخلات الخارجية فى المشكلات العربية تمنح أطرافا غير أطراف هذه المشكلات ميزة الهيمنة والسيطرة وهو ما يضعف التعاون العربى للحفاظ على الأمن القومى العربى.

ونقول إن رياح التغيير السلبية قد تجتاح المنطقة العربية بعنف فى عام 2018 إذا لم تعمل الدولة العربية على استعادة آليات العمل العربى المشترك فى اتجاه حماية الأمن القومى العربى خاصة فى الحرب على الإرهاب وما حدث فى مسجد الروضة ببئر العبد من مذبحة إرهابية خسيسة وغير مسبوقة ليس موجهاً فقط ضد مصر بل يطال كل العرب ويؤكد أن الجهود المنفردة لن تجدي فى اجتثاث جذور الإرهاب وهنا ندق ناقوس الخطر للاحتشاد فى مواجهة الإرهاب وليس بالأمن وحده تتم هذه المواجهة فالتعامل الفكرى مطلوب من خلال أعمال العقل الجمعى فى الثقافة والإعلام والتعليم والخطاب الدينى وتعظيم الفكر الوسطى وفلترة العقول من أفكار التطرف بكل صوره فى حياتنا حيث إن القضاء على أى تنظيم متطرف أسهل كثيراً من القضاء على الفكرة المتطرفة التى قد تتسلل إلى عقول الشباب دون أن نشعر!