رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة مستقبل

عم يتساءلون حكام وشعوب العالم.. لماذا مصر بهذه المكانة.. لماذا حباها الله عز وجل بكل هذه النعم: لماذا يا مصر كل هذه الانفرادية في كل شيء.. لماذا الموقع العبقري.. لماذا هذا التاريخ العريق والحضارة التي لا يناظرها فيها أي دولة من دول العالم مهما تعاظم شأنها اقتصاديا وعسكرياً.. لماذا هذا الطقس الفريد المعتدل طوال العالم.. تتعاظم التساؤلات من القاصي والداني ومن الحاقد والحاسد ومن العدو والصديق، لماذا هذه البقعة من الأرض هي قلب العالم.. ولماذا أرض سيناء وجبل الطور الذي تجلي الله سبحانه وتعالي عليها؟ أقول لهم عم تتساءلون.. لماذا هذا البلد آمن بالرغم من يحاك بها أشرس تحديات ومخاطر تحديات لو تعرضت لها أي دولة ممن يدعون القوة والعتاد تنهار هذه الدول والأنظمة أسرع من البرق. هي مصر العظيمة منذ القدم، تشمخ بكلّ ما فيها من عمق حضاري عظيم، فأهراماتها التي تناطح السحاب تقف شاهدة على روعة هذه البلاد وما مرّ عليها من تاريخ طويل مليء بالمجد والعزّ والفخر، أما التماثيل المنتشرة فيها منذ عهد الفراعنة، ومتاحفها، وتحفها الفنية، ومسلّاتها، ما هي إلا دليل صادق على أنّ مصر منبع الحضارات، وأنّ تاريخها غني. إنّ الزائر إلى مصر يشعر وهو يمشي في شوارعها كأنّه يمشي في متحف مفتوح في الهواء الطلق، ففي كلّ مكان منها دليل على حضارة مرت فيها، خصوصاً آثار الفراعنة وحضارتهم العظيمة، مثل تمثال أبوالهول، ومعبد الأقصر، وهرم زوسر المدرج، ووادي الملوك، وغيرها الكثير، بالإضافة إلى التطور العمراني الحديث، والذي أعطى لمصر طابعاً خاصاً، فهي بلد الثقافة والفنون، وبلد المسارح والسينما، وتعتبر فعلياً عاصمة الفن العربي، وموئل الثقافة العربية. تتميز مصر عن غيرها بأنّها بلد التنوع والتعدد، كما أنها قبلة للراغبين بالشهرة والانطلاق نحو عوالم كثيرة، وهي بلد الشعراء والأدباء، والدعاة إلى الأديان، وبلد التسامح، مما أضفى عليها جمالاً إضافياً يجعل زائرها لا يعرف للملل سبيلاً، فحين تذهب إلى مصر تستطيع أن تتخيل نفسك في عدة بلدان في آن واحد، فمن القاهرة العظيمة التي تزهو بنيلها، إلى الإسكندريّة التي تنام على ضفاف البحر كعروسة فاتنة، إلى سهول الصعيد الخصبة، التي تذيقك طعم الحياة كما هي دون تلوث. تتربع مصر بجامعاتها على سلم العلم والمعرفة، حيث توجد فيها من منارات العلم ما هو شاهد على العراقة والتقدم، حتى أنّ جامعاتها تعتبر قبلة للدارسين من جميع البلاد العربيّة، فهم حين يدرسون في مصر، وينهلون من علمها وثقافتها، ويتمتعون بجمالها وسحرها، فيستفيدون من علمها كما يستمتعون في الوقت نفسه. من أراد أن ينهل من العلم، والثقافة، والجمال، وأن يشعر بتجدد الروح، وأن يتنفس عبق الحضارات جميعها، فما عليه إلا أن يذهب إلى مصر، فأم الدنيا جديرة بأن تكون الأولى دائماً، فمهما غدر الزمان، وتكالبت الأمم، لأنها بكلّ ما فيها من عظمة من مواطنين، وحضارة، وثقافة، ولهجة يكاد يتقنها كلّ العرب، ستبقى بيتاً للجميع، تمشي في شوارعها لتشعر وكأنّك تمشي في أزقة بلدك، وبين أبناء حارتك، لترى كلّ الوجوه تبتسم لك، وترفع يدها لتردّ لك التحية والسلام. ولا يكفينا آلاف المقالات لكي نرد علي هذا السؤال عم يتساءلون حكام وشعوب العالم، لماذا مصر بهذه المكانة؟ حقا مصر هي قلب العالم النابض يضخ بدمائه النقية لكل شرايين الكرة الأرضية. فهل عرفنا لماذا هم يتساءلون؟