رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

كأن إقصاء مبارك عن السلطة قد نزع غطاء بالوعة انفجرت منها كل وساخات المجتمع المصرى وعوراته وسوءاته.. وكأن يناير لم تكن ثورة ضد استبداد حاكم وحكومة بقدر ما كانت انقلابا على قيم المجتمع وتقاليده الاجتماعية وعقائده الدينية. أصبحنا كالمتمنى ان يرى فلقًا من الصبح فلما رآه عمى.. عميت بصائرنا وبصيرتنا.. رحنا نتوضأ بطهر الثورة فغرقنا وغرقت أحلامنا. لماذا كل هذا الهراء الذى تقذفنا به شاشات الفضائيات؟. ما الفرق بين قنوات الجزبرة والإخوان وبين اعلام محسوب على الدولة يسعى للسبق غير مبال لقيمة أو مبدأ. وتحول إلى معول هدم واداة تدمير بدلًا من إعادة تشكيل الوعى الجمعى وبناء مجتمع يحترم تاريخه ورموزه ويرعى ثوابته. ماذا حدث للمصريين وما هذا الهطل الجماعى الذى اصيبوا به كالوباء بدعوى حرية الرأى. أصبحنا كحاطب الليل يجمع كل شىء ويرفض كل شىء فى حاضرنا وماضينا.. فتاوى الباحثين عن الشهرة بغرائبهم وطرائفهم.. أزمة صحيح البخارى وصحيح البحيرى.. يوسف زيدان يفاجئنا بأن صلاح الدين الأيوبى مجرم لم يحرر القدس وأحمد عرابى افاق وأونطجى.. رخصة الزواج.. تشجيع اللواط المسمى بمشروع ليلى.. اساءة الست شيرين عبد الوهاب بنت حى القلعة إلى مصر ونيلها.. وأخيرًا فريدة الشوباشى التى جعلت ُجّل اهتمامها تحريض المرأة المصرية على السفور وخلع الحجاب والحرية كل الحرية للعرى. وعندما لم تجد من يوقفها ساقت فيها وتجرأت على الرئيس الراحل أنور السادات والشيخ الجليل محمد متولى الشعراوى رحمه الله.

لايمكن ان يوصف هذا العبث وهذه الفوضى بوصف حرية الرأى.. الحرية فى جوهرها تعنى الاحساس بالمسئولية والشعور بالواجب تجاه الوطن والمجتمع.. عندما كان الشيخ الشعراوى يقدم برنامجه التليفزيونى لتفسير القرآن الكريم وقعت بينه وبين الأدباء توفيق الحكيم ويوسف ادريس وزكى نجيب محمود معارك فكرية ورد الأخير عليه بغضب دون اسفاف أو تجاوز فى مقال بعنوان «ذبابة تعقبتها» واتهم الشعراوى بالعداء للعلم الحديث وقال ما قال وانتقد ما شاء فى رقى وبلاغة ولم تدفعه حرية الرأى إلى الاساءة للشيخ الجليل. ان الاعلام مسئول بل وشريك فى هذا العبث.. الاعلام يجب ان يدفع الناس خطوة إلى الامام فى درجات الوعى لا ان يشدهم إلى الوراء ويشجع العابثين للتطاول على الرموز التاريخية والثوابت الدينية. عبث العابثين لايضمن لهم مكانة ولا يرفع لهم مقاما ومكانهم سلة مهملات التاريخ.. أين الهيئة المسئولة عن تنظيم الاعلام من هذه الفوضى؟