رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأوضاع الملتهبة في عالمنا العربي تُنذر بالكثير من «المفاجآت المزعجة» و«التغيرات المرعبة»، في المستقبل «القريب جدًا»، حيث تعيش المنطقة أجواءً مشتعلة ـ سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، قد ترجح وقوع حرب ساخنة، سواء في لبنان أو قطر!

كافة الدلائل تشير بوضوح إلى أن المنطقة تعيش حاليًا فوق صفيح ساخن.. تنتظر قريبًا شتاءً غائمًا قاتمًا، أعقب خريفًا أصفر، بعد أن تغيرت قواعد اللعبة، جهرًا وبشكل مفضوح، إيذانًا بخارطة سياسية وجغرافية جديدة، تعتمد على التقسيم وإشعال الفتن وإذكاء النعرات الطائفية والمذهبية!

ما يتعرض له عالمنا العربي، حدِّث ولا حرج.. أنظمة بالية، وعروش مهتزة ومهترئة، وكثير من أقطاره تشهد انقسامات داخلية حادة، وحروبًا أهلية، وأحداثًا إرهابية دموية.. أُريد لها عدم الاستقرار والدخول في صراعات، لتشتيت الأنظار عما قد يوحدها!

نعتقد أن معظم الأنظمة العربية، تعيش حالة من التيه والتخبط والتهور، على وقع أزمات داخلية طاحنة قد تعصف بعروشها غير المستقرة، ولذلك تحاول تصديرها إلى الخارج، لتشتيت أنظار شعوبها باتجاه مخاطر خارجية قد تبدو وهمية في كثير من الأحيان!

كثير من تلك الأنظمة، دبَّ الضعف في أوصالها، وأصبحت لا حول لها ولا قوة.. كلما سقط منها عضو تنتظر التالي، ولذلك باتت تلك العروش في مهب الريح، ولم يعد يجدي نفعًا محاولاتها اليائسة باستغلال الفرص الضائعة لإنقاذ سلطانها وحكمها «الهش»!

تلك السياسات الهوجاء ورطت عددًا كبيرًا من الزعماء العرب، في مستنقعات آسنة لا خلاص منها، فلم يستوعبوا الدرس بعد، ليتوهم البعض أن خلاصَهم يكمن في الإذعان والانضمام إلى حظيرة المطبِّعين مع «إسرائيل»، أو الهرولة «طوعًا» إلى بيت الطاعة الأمريكي!

الوضع أصبح يستعصي على الفهم والإدراك.. أو حتى التوقعات، وبات أكثر تعقيدًا وقابلًا للانفجار في أي لحظة، خصوصًا مع تلك الأحداث الملتهبة على امتداد العالم العربي عمومًا، وتحديدًا منطقة الخليج، التي أصبحت تعيش على أمواج من الرمال المتحركة!

ما نشهده حاليًا، من أزمات حقيقية ـ أو بفعل فاعل ـ لا يدع مجالًا للشك بأن «الحالة العربية الرخوة» تسير باندفاع نحو مصير مجهول قاتم، والانزلاق السريع إلى «بازار» التقسيم والتفتيت وصناعة أطلس عربي جديد!

نتصور أن المخططات الشيطانية (القديمة ـ المتجددة)، لتقسيم المنطقة إلى معسكرين اثنين، على أساس طائفي وعرقي، باتت أكثر وضوحًا.. فقط مسألة وقت، حتى نرى النسخة المستحدثة لخارطة الشرق الأوسط الجديد، ولكن بصورة أكثر مأساوية من «سايكس ـ بيكو» قبل 100 عام!

من الضروري إعادة التذكير بأن ما يجري من أزمات في المنطقة هو امتداد لنظرية الفوضى الخلاقة التي أطلقها الأمريكيون قبل سنوات، وظهرت إلى العلن بعد غزوهم واحتلالهم العراق، ولذلك نعتقد أن الهدف مما يحدث حاليًا هو خدمة «إسرائيل»!

بعد أن أُنهك الجسد العربي خلال السنوات السبع الأخيرة، بفعل «المؤامرات» أو «الثورات» غير المكتملة، أو موجات الإرهاب الخسيسة التي لم تتوقف بعد.. يمكن القول إن المنطقة تمر الآن بأسوأ وأضعف لحظاتها التاريخية!

لقد شهدت المنظومة العربية خلال الفترة الماضية، انقسامًا واضحًا، في ظل عدم اعتماد بوصلة واحدة، لمواجهة التحديات، خصوصًا بعد ظهور الاستقطاب والتدخل المباشر للدول الكبرى والإقليمية في الأحداث الجارية بالمنطقة، التي أدت إلى مزيد من التأزم السياسي داخل البيت العربي.

إذن.. بعد عقود طويلة من التبعية والخنوع والإذعان والسياسات الغبية والاقتتال الداخلي والشعارات الزائفة والتأجيج الطائفي والنعرات المذهبية والإرهاب الأسود، نستطيع القول لهؤلاء العابثين، عديمي الحيلة: «اقتربت الساعة»!

[email protected]