رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما تستقطع بلدان العالم «الأول» جزءًا كبيرًا من ميزانياتها السنوية الضخمة للتعليم والبحث العلمي، فليس بالشيء المستغرب، حيث تعتمد هذه الدول على العلم كمعيار أوحد في تقدمها وتحضرها، لدفع عجلة التنمية وتحقيق الرفاهية لمواطنيها في مختلف المجالات.

لكن الأمر عندنا مختلف تمامًا، نظرًا لعدم وجود منظومة التعليم على رأس الأولويات، رغم التصريحات الاستهلاكية التي تنهال على رؤوسنا طوال العقود الماضية، حتى أصبحنا الآن خارج قائمة المنافسة العالمية في جودة التعليم.

نتصور أنه إذا كانت الدولة تتحمل الجانب الأكبر فيما وصل إليه حال تلك المنظومة البائسة، فإن من الإجحاف تحميلها وحدها تلك المسؤولية، نظرًا لوجود عناصر أخرى، يأتي في مقدمتها المُعلم، الذي يقع عليه عبء كبير، تربويًا وسلوكيًا وتعليميًا.

ربما تكون أحوال المعلمين إجمالًا تدعو للأسى، خصوصًا في الفترة الأخيرة.. ولكن رغم معاناتهم مع الكادر والراتب والمشاكل الإدارية والمالية الأخرى، إلا أنهم يواجهون مشكلة حقيقية، تتمثل في تدني المستوى، وندرة التدريب، أو في طريقة التدريس والمهارات التي يقدمونها للطلبة!

خلال الفترة الأخيرة، تابعنا مشاهد صادمة لانحدار المستوى الأخلاقي لدى بعض المعلمين.. ورغم أن هذه النوعية قليلة في عددها، إلا أن لها تأثيرًا كبيرًا فيما وصلنا إليه من مستوى، خصوصًا في تلك المراكز أو ما يطلق عليها «السناتر»، التي تشهد ثورة علمية وطفرة غير متوقعة، بشرح المناهج على طريقة الأغاني الشعبية والمهرجانات!!

هذه «الفئة القليلة» بسلوكياتها السيئة وجشعها وطمعها ولهثها وراء الأموال، بات شاغلها الوحيد السعي إلى إنجاز أعلى معدلات الفشل والرسوب، وصولًا إلى المرتبة الأولى في مقرر «لا تربية ولا تعليم»، رغم أننا كنا نتوقع أن تكون منظومة التعليم بألف عافية، في ظل وجود «وحش الكيمياء»، «عملاق الفيزياء»، «ديناصور الأحياء»، «تمساح الإنجليزي»، «أخطبوط الرياضيات»، و«زكي أرسطو»!

هذه الفئة من المعلمين ـ خصوصًا في مراكز التقوية ـ يلجأون إلى  الرقص والغناء على إيقاع المهرجانات الشعبية، في مشاهد مخزية لا تليق، نتيجة فهمهم الخاطئ لتطوير طريقة  التلقين التي نشأ عليها أبناؤنا منذ الصغر، فيتبعون تقليعة جديدة فى الشرح، لنجد أحدهم يستعين براقص تنورة أو فني «دي جي»، وآخر يستسلم لوصلة رقص على خشبة المسرح التعليمي!!

كثير من هذه النوعية اعتمدوا الطريقة نفسها في الشرح، فهذا معلم يشرح لتلاميذه منهج اللغة العربية بالرقص، وتدريس النحو بطريقة غنائية، بينما يقوم التلاميذ بـ«التطبيل»، وآخر يشرح منهج اللغة الإنجليزية لطلابه على أغنية المهرجانات الشعبية «شحط محط»!!

قبل فترة تم تداول مقطع فيديو، لمعلم يشرح مادة الكيمياء مستخدمًا إيحاءات جنسية وألفاظًا خادشة للحياء، وسط ضحكات ماجنة، كما تم رصد معلم لمادة التاريخ يشرح الدروس بالزي العسكري، وكأنه أحد أبطال معركة حربية.. ليس هذا فحسب، بل ظهر معلم آخر يقوم بحركة لا أخلاقية مع إحدى الطالبات على سبيل المزاح!

إننا مع ضرورة تقديم المادة العلمية للطلبة بشكل مبتكر حتى يتم استيعابها، ولكن من خلال طرق تربوية، لكن أن يرقص معلم في حصة دراسية، أو مدير مدرسة ووكيلها في فناء المدرسة للترويج لإعلان «سمن»،  فهو أمر مؤسف، يهدم هيبتهم ووقارهم، كما أن محاولة البعض تبرير ظهور الرقص والغناء كوسائل حديثة لتعليم الطلبة، فهو عذر أقبح من ذنب!

أخيرًا، نتصور أن المنظومة التعليمية الحالية بكافة عناصرها، أصبحت منتهية الصلاحية، ولم تعد قادرة على تخريج أجيال تستطيع النهوض بالمجتمع، ولذلك نتصور أن الحل يكمن في اعتبار التعليم قضية أمن قومي، وإحالة هؤلاء «الفراقيع» إلى المحاكمة بتهمة خدش الحياء العام!

[email protected]