عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المسرح هو الابن الأول لجميع الفنون البصرية والحركية والأدبية لأنه جامع شامل لكل التعبيرات والتجارب الإبداعية في عرض حي يتابعه جمهور يتفاعل ويتجاذب الأفكار والمشاعر في وحدة فنية تؤكد علي أن الفن المسرحي سواء تراجيديا أو كوميديا أو إستعراضيا هو انصهار فكري ووجداني للمتلقي مع الفنان والممثل. ولهذا فالمحاولات التي ينادي بها العديد من الكتاب والمثقفين بضرورة مسرحة المناهج الدراسية وكذلك حتمية بناء مسرح مدرسي وإحياء المسرح الجامعي علي مستوي الدولة وأيضاً عودة مسارح المحافظات وقصور الثقافة والدور الريادي الذي قامت به في الثمانينات و التسعينيات من القرن الماضي كل هذا هو صرخة في وجه الظلام والتخلف والتطرف والإرهاب الأسود والتسلف المتعصب الذي عاش في عقول الكثير وضرب بقوة في قلوب الكبار والشباب فحولهم من بشر إلي الآت للقتل والتدمير والفوض....

من أجل هذا نجد أن الشباب الذي يبحث عن التغيير وعن التطور وعن الثقافة يجد في الفن المسرحي الملاذ والمرفأ و الشاطئ الآمن وليس أجمل ولا أروع من الفريق والعمل الجماعي وروح الإبداع والتوحد التي تجمع الشباب وتدفعهم إلي تخطي الصعاب في عمل فني يتعلمون من خلاله معني الكلمة وقيمة الفن ومغزي العمل الجماعي وروح الفريق وكذلك المسئولية تجاه الجمهور وهو ما حدث مع شباب وطلاب الأكاديمية العربية الذين يقدمون عرضاً مسرحياً استعراضياً في حفل تخرجهم وكأنهم يرسلون لذويهم ولأهاليهم وللمجتمع رسالة حب وفن وثقافة تؤكد أنهم جيل جديد مسئول وواعٍ ومدرك لأهمية الثقافة والفن والإعلام في مواجهة كل التحديات والصعوبات وأن هذا الشباب الذي كان طفلاً حين قامت ثورة يناير وعاش في الفوضي وعاني من الحزن والإرهاب  قادر علي التعلم وعلي تخطي المحن بالعلم والفن وأن المسرح هو الدنيا التي نعيشها بأفراحها وصراعها وأحزانها وأحلامها وأن الدراسة والرياضة والفن هي المكون الرئيسي للشخصية الطلابية والتي لا تترك العقل للجمود والتعصب وإنما تفتح نوافذ الحياة والمشاعر الراقية ... فحين تم منع المسرح المدرسي والأنشطة من الجامعات واختفي صوت الموسيقي وقاعات الشعر والرسم والتمثيل تسللت خفافيش التعصب الأسود إلي شباب الجامعات والمدارس عبر التكنولوجيا الحديثة وحفزت العديد منهم وحولتهم إلي وحوش دامية في كتائب وجماعات إرهابية وحتي نقضي علي التخلف والتطرف من منبعه علينا أن ندرك أن بناء مسرح مدرسي وجامعي وفي كل مدينة جديدة وقرية ومحافظة هو السلاح الأقوي والأمضي لقتل الإرهاب ..وأن علي وزيري التعليم والثقافة والمحافظين أن يبدأوا في تلك المهمة القومية والوطنية ....

من هذا المنطلق كان الفنان «محمد صبحي» دائما في السبق والصدارة حيث بني مدينة صغيرة علي بعد خمسين  كيلو متراً من العاصمة القاهرة «مدينة سنبل للثقافة والفنون» وحلم بأن تتبناها الدولة أو أي رجل أعمال مثقف يدرك قيمة الفن الراقي والمسرح وليس المهرجان والشو الإعلامي، في تلك المدينة البعيدة يفتتح صبحي مسرحه في وسط الصحراء ليعيد إلي الأذهان تراثاً فنياً و سينمائياً و غنائياً ويوثق تاريخا مضي للفن المصري من خلال مسرحية «غزل البنات» لعمالقة الفن ليلي مراد و أنور وجدي و عبد الوهاب و يوسف وهبي والعملاق نجيب الريحاني .... العرض يحتاج إلي دراسة أخري لكن صبحي يطلق حالة فنية وثقافية وإنسانية مجتمعية حيث يسوق للعمل والعرض في الجامعات ويحتاج إلي دعم من المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية للترويج لهذا الحدث الثقافي الفريد ..والذي يستدعي الشباب إلي الوصول للفنون والثقافة ومعايشة الحالة والفكرة وإحياء التراث الفني وإعادة مفهوم الكلمة وقيمة اللغة العربية ومكانة المعلم في السلم الاجتماعي، الفن رسالة ولكل فنان صادق وحقيقي أن يختار رسالته التي تؤثر في مجتمعه وتحفر اسمه وعمله في سجل الخلود ...

وما الدنيا إلا مسرح كبير ...نؤدي أدوارنا ونرحل ويسدل الستار فلتكن بطلاً أو كومبارس أو الشرير ...