رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتشرت الكلاب بمدينة السادس من أكتوبر بشكل بشع، أصبحت قوافلها وأفواجها تمرح فى كل مكان، نهارًا حول مكبات وصناديق القمامة سيئة الصنع، وليلا تجدها تنبح حيث الإقلاق دون سبب، تتشاجر بشكل بشع، وتسبب رعبًا كبيرًا للسكان، غير كثير من الشكوى لمهاجمتها الأطفال مرات كثيرة.

ولا أعرف السر فى انتشارها وتكاثرها بهذا الشكل الكبير فى مدينة – شبه حديثة – كنا نأمل أن تكون واحة البهجة والراحة لنا بعد ساعات العمل فى المدينة القاسية.

تحولت مدينة أكتوبر إلى مصدر جذب لتلك الكلاب، والتى بدأت فى نشر ثقافتها بتلك المدينة الوليدة والتى كنا نتعشم أن تصبح مدينة سكنية على طراز حضارى كبير، ولكن للأسف أحياء كثيرة سقطت فى فخ العشوائية وأصبحت مساكنها تنشع فيها المياه وأسفلها تلال من القمامة، ويعود ذلك إلى أن بها الكثير من الشقق التى تؤجر إيجارًا جديدًا، فلا يهم هؤلاء السكان أن يحافظوا على شجرة أو تناسق حديقة أمام مسكنهم، وبالتالى بدأت الخضرة تتلاشى، يضاف إلى هذا أنه أصبح على كل ناصية فاترينة أو تروسيكل يبيع سجائر أو حبوب برشام أو أى شىء لا نعلمه.

وأرى الشرطة تحاول حصر الشقق المؤجرة لما لها من قدرة جذب لبعض الإرهابيين أو الخارجين على القانون، ولكن هذا الحصر مستحيل فى ظل حالة التخبط التى تعيشها المدينة.

ناهيك عن تحول كثير من الشقق خاصة الأدوار الأرضية إلى محلات ومقاهى بطول وعرض مدينة أكتوبر، ولا أعرف ماذا يفعل جهاز المدينة، والذى يبدو أنه لا يهمه إلا بيع الأراضى والشقق، فمدينة 6 اكتوبر لا تزال – بقرة حلوب – بالنسبة لهم، وكل يوم تتسع شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.

لقد سادت ثقافة الكلاب بمدينة اكتوبر، وضربتها ضربة قاصمة وفى مقتل، وأصبح ضجيج الكلاب فى كل مكان سواء كان هذا الكلب توك توك يمرح فى أى اتجاه بالطريق، أو بصوته المزعج العالى الذى يطرش أى أحد أو فى مطاردة الفتيات والنساء، يضاف إلى هذا السيارات الفان – السوزكى – والذى أصبح سائقيها – ومعظمهم أطفال – لا يتجاوزون العشرين من العمر – ويمثلون تكتلات لا تستطيع أن تنهرها أو تدخل معهم فى نقاش لانهم يفرضون سيطرتهم وقدراتهم.

إننا نعيش فى مدينة أكتوبر منذ سنوات طويلة وعشنا فيها الهدوء والالتزام بالمواصفات التى كانت شرطًا أساسيا للسكن، وشاهدنا النظام فى أجمل حالاته، لكن كل ذلك تم تدميره، وغزتنا ثقافة الكلاب، سواء فى السكن أو الطريق، وأصبحت مدينة عشوائية بامتياز.

وأنا هنا أتساءل: لماذا مدينة مجاورة لها – وهى مدينة الشيخ زايد - لم يتنشر فيها التوك توك مثلا، بل إن أهالى مدينة الشيخ زايد فور أن يشاهدوا هذا الكلب التوك توك –يهاجموه ويحاصروه ويجعلونه يغادر فورا خوفًا على أبنائهم وهدوئهم ومدينتهم.

هذه ليست شكوى، لأن الشكوى لغير الله مذلة، ولكن هى رؤية لمسئولى مدينة أكتوبر كى ينتبهوا ويستيقظوا كما الماضى، بدلا من أن تتحول مدينة أكتوبر إلى مدينة عشوائية بامتياز تخرج المجرمين والكلاب والمتنطعين وفاقدى القدرة على العمل أو البهجة.