عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل أسابيع صدعتنا إسرائيل باستضافتها الاجتماع الثامن والعشرين للجنة شئون الحيوان المنبثقة عن اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض (سايتس).

وتعاملت تل ابيب مع هذا الاجتماع على انه أول مؤتمر عالمي على هذا النطاق تعقده الأمم المتحدة في إسرائيل، وقد بادرت إلى احتضانه وزارة الخارجية الإسرائيلية ممثلة بدائرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة للوزارة وبالمشاركة مع سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية.

وابدى 200 خبير من أكثر من 40 بلدا بالإضافة إلى ممثلين لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية رغبتهم الجامحة في حضور هذا الحدث الفريد الذي يجسد رقة مشاعر الكيان الصهيوني المناضل من اجل حياة حيوانية «مخملية» خالية من اية مظاهر للعنف الجسدي والنفسي.

ومن بين المواضيع ادرجت على جدول أعمال الاجتماع صيد القروش وتهريب الفيلة والكركدنات، وحماية تجمعات الأنواع النادرة من القردة والببغاوات ومبيعات الثعابين لصانعي الأزياء والإكسسوارات، والصيد غير الشرعي الذي يدر أرباحا طائلة على ممارسيه.

تلك كانت الرسالة الحيوانية التي ارادت اسرائيل ان تصدرها للمجتمع الدولي الذي تفاعل معها بكل حماس وهمة لم نشهد لهما مثيلا تجاه ما يجري ليس فقط ضد البشر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنما أيضا ضد المقدسات الروحية التي تربط الانسان بخالقه، لقد نصب الكيان الصهيوني – كعادته – فخا للمجتمع الدولي بشغله بمؤتمر الحيوان في الوقت الذي كان يجري فيه «تفخيخ» القدس المحتلة والمسجد الاقصى الشريف.

وبينما المجتمع الغربي غارق في اكذوبة اليهود حول حقوق الحيوان لا يلتفت احد إلى حقوق الانسان المهدرة في القدس وفلسطين المحتلة، بدءا من حق العبادة وصولا إلى الحق في الحياة، خصوصا وان الانتهاكات الاسرائيلية ليست خفية كما انها ليست طارئة أو وليدة اللحظة، بل انها متجذرة في العقل اليهودي، فحريق وتدمير المسجد الاقصى يجري على قدم وساق وبطريق ممنهجة منذ صبيحة يوم الخميس الموافق 22 أغسطس 1969م عندما تعرض الحرم القدسي لحريق على يد يهودي استرالي متطرف اسمه مايكل دينس روهن، حيث تم حرق الجامع القبلي الذي سقط سقف قسمه الشرقي بالكامل، كما احترق منبر صلاح الدين، الذي أمر ببنائه قبل تحرير المسجد الأقصى من الصليبيين وقام «صلاح الدين الأيوبي» بوضعه داخل المسجد بعد التحرير.

وفي الثمانينيات من القرن الماضي، تآمر بن شوشان ويهودا اتزيون وكلاهما عضو في منظمة غوش أمونيم السرية، لتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة. أما اتزيون فقد كان يعتقد أن تفجير اثنين من المساجد سوف يتسبب بصحوة روحية في الكيان الصهيوني، وسوف يحل جميع مشاكل اليهود. كما أعرب كل من بن شونان واتزينون عن أملهما في بناء المعبد الثالث في القدس وتحديداً في موقع المسجد الأقصى.

 وفي 15 يناير 1988، خلال الانتفاضة الأولى، أطلقت القوات الصهيونية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين خارج المسجد، مما أدى إلى إصابة 40 من المصلين. وفي 8 أكتوبر 1990، قتل 22 فلسطينياً وأصيب أكثر من 100 آخرين من «شرطة الحدود الصهيونية» خلال الاحتجاجات الإعلان عن «جبل الهيكل»، على يد مجموعة من اليهود المتدينين، الذين كانوا في طريقهم لوضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم.

واليوم نشهد انتفاضة السكاكين التي اندلعت في شوارع القدس والضفة العربية بعد أن مل الشباب الفلسطيني من الصمت العربي والاسلامي والتراخي الدولي في الذود عن حرمة «أولى القبلتين»، ولكن ماذا تصنع السكاكين في مواجهة بطاريات الصواريخ التي هددت اسرائيل باستخدامها اذا عكر احد مزاجها وهي تنفذ المرحلة الاخيرة من تفجير الحرم القدسي عبر شبكة الأنفاق الخفية والمدمرة أسفل قبة الصخرة؟

[email protected]