رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

كثيراً ما أشفقت علي رئيس الوزراء الذي يعمل فوق الطاقة بلا كلل ولا حاجة للراحة فهو لا يعبأ بها!، وهو في انشغال دائم في الزمان والمكان، لكن ما فاجأني به رئيس الوزراء انه قد وجد وقتاً لاجراء الصلح وتصفية الجو بين إحدي موظفات وزارة الثقافة ووزير الثقافة شخصياً!، والذي فاجأ الموظفة بتعليق وجهه الوزير للموظفة التي اعتبرت تعليق الوزير- أو

ملاحظته- ماساً بأنوثتها!، والذي أدهشني فيما رتب له رئيس الوزراء أن الموضوع برمته لا يستحق أصلاً إثارته أو خلاف الموظفة مع الوزير بشأنه!، إذا كان مجرد ملاحظة عابرة من الوزير لا تنطوي علي إهانة أو خدش للحياء لا سمح الله!، فكيف كان اهتمام رئيس الوزراء بالموضوع كأن ما وقع من الوزير أزمة كان لابد لرئيس الوزراء من تلافي عقباها!
لكن الأمر- بعد أن زالت دهشتي- وجدته يلقي اهتماماً من مذيعة تليفزيونية وزميلها في برنامج صباحي باستحضار الموظفة هاتفياً لسؤالها والتأكد من جانب الزميلين التليفزيونيين لها أن الأمر انتهي باللقاء الذي تم وأصبحت الحكاية في نهاية الأمر «صافي لبن»!
ومع ذلك فإن ما حدث يبدو لي انه في غاية الاتساق مع شواغلنا التي اعتدنا عليها من طول استدراجنا ولفت انتباهنا إلي أمور هامشية أبطالها اناس يصرون علي إثارة الضجيج في أسماعنا وتشتيت أذهاننا!، من ذلك ما شغلنا لأيام عن إقدام سيدة تدير إدارة تعليمية كاملة بمبادرة حرق بعض الكتب في مدرسة تابعة لجماعة الإرهاب، وتدار حالياً بمعرفة لجنة من وزارة التعليم!، وقد تم الحريق في فناء المدرسة، واهتمت قناة تليفزيونية بعرض منظر الحريق!، لتجري بعد ذلك تحقيقات وتتخذ قرارات مفادها أن هذا التصرف الفردي قد دفع المسئولين إلي تأكيد أن حرق الكتب ممنوع!، وكأن حرق الكتب قد اجتاحنا بمجرد أن فعلت مديرة الإدارة التعليمية ما فعلت!، ثم هل تابعنا جميعاً- ومازلنا نتابع- موقعة «إسلام بحيري» التي استهلكت مناظراتها والتعليقات عليها بالمقالات غير قانعين بما استلزمه الموضوع من الاجراءات!، فكم استهلك الموضوع من الجميع وقتاً وجهداً لا يساويه الأمر!، وعندما أعلنت راقصة مطربة عن نيتها ترشيح نفسها في انتخابات نواب الشعب قامت قيامة برنامج تليفزيوني ليخصص حلقة من البرنامج لعقد مناقشة بين الراقصة وأطراف لا تري للراقصة أحقية في ترشيح نفسها نائبة عن الشعب!، وخلال الحلقة دارت حوارات استوفت قدراً لا بأس به من الردح الذي وصل إلي حد تبادل الشتائم!، وقد يتصور البعض أنني أدعو إلي تجاهل مثل هذه الأمور في إعلامنا!، لكن هذا ليس مقصوداً، إنما الصحيح إنني أناشد الذين تسلطوا- ولا أقول تسلطنوا- علي إعلامنا أن يكون كل شيء بقدر حجمه عند التناول، وأن نعرف قيمة الوقت الذي نمضغه، ونحن أحوج ما نكون إليه فيما نواجه من التحديات التي يلزمها الوقت للعمل الجاد.