عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طارق تهامى يكتب

مروجو الأكاذيب أقزام فى فن السياسة

أصحاب الشائعات يسيرون فى نفق مظلم ينتهى إلى طريق مسدود.. والوفد أكبر من قدراتهم

 

فى مخالفة واضحة لكل الأصول والأدوات والتقاليد المهنية الصحفية، نشرت صحيفة «أخبار اليوم» العريقة صباح أمس، السبت، خبراً مجهول المصدر يتنافى مع المنطق ومع تطورات الأحداث فى حزب الوفد.

قالت الصحيفة فى نص الخبر.. «أكدت مصادر برلمانية أن هناك مشاورات يجريها عدد من نواب حزب مستقبل وطن مع بهاءالدين أبوشقة رئيس اللجنة التشريعية بالمجلس لإقناعه بالاستقالة من حزب الوفد والانضمام لمستقبل وطن على أن يتم إسناد رئاسة الحزب إليه مستقبلاً، وأوضحت المصادر أن الهدف من تلك المشاورات الحفاظ على الاستقرار داخل حزب الوفد وتلافى حدوث أى انقسامات بداخله»!

طبعاً.. هذا الخبر المدسوس على أخبار اليوم، يدمر نفسه من داخله، لأن بهاءالدين أبوشقة، سكرتير عام الوفد الذى استجاب منذ أيام، لإرادة الوفديين، وعاد إلى بيته، بعد رضوخه لإرادة الهيئة العليا التى رفضت بإجماع الآراء استقالته، والذى عاد بعد رفض شباب وفتيات وسيدات الوفد استقالته، لا يمكن لــ«عاقل» أن يتصور أنه سيدخل فى أية مشاورات، للانضمام لأى حزب آخر، كما أن «أبوشقة» الذى سألته عن وجود أى اتصال به من أى نوع، من جانب قيادات مستقبل وطن أو أى حزب آخر، قال لى نافياً ومندهشاً: «هل يمكن لمن عاد إلى حزبه بمحبة الوفديين أن يتركه مرة أخرى بهذا الشكل؟».

فعلاً.. هل يمكن ان يتصور «عاقل» أن سكرتير عام الوفد الذى شارك فى تأسيسه الثانى منذ أربعين عاماً، يمكن له أن يتركه من أجل أى حزب آخر، رغم احترامنا لحزب مستقبل وطن؟ نحن نحترم كل الأحزاب المصرية، ونتمنى لها التوفيق لأن فى وجودها ترسيخاً للديمقراطية، وتفعيلاً للمادة الخامسة من الدستور التى تنص على أن الحياة السياسية تقوم على التعددية والتداول السلمى للسلطة... ولكن من يعرف طبيعة الوفديين، يدرك أن من قضى هذه المدة الطويلة بين جدران بيت الأمة لا يمكن ان يقبل الانضمام لأى مؤسسة حزبية أخرى، حتى لو جاء على رأسها. ثم إن الخبر الكاذب، مجهول المصدر، يقول إن الهدف من المشاورات التى يجريها حزب مستقبل وطن مع «أبوشقة» هو «الحفاظ على الاستقرار داخل حزب الوفد وتلافى حدوث أى انقسامات بداخله»! ما هذا الهزل؟! حزب مستقبل وطن الشاب، يبذل جهوداً مضنية للحفاظ على أقدم حزب فى مصر، والذى سيكمل مائة عام من العمر خلال عدة أشهر!! ما هذا الهزل؟! منذ متى يبذل أحد الأحزاب جهوداً لحماية حزب منافس من «الانقسامات» لدرجة دعوة سكرتير عام الحزب المنافس لرئاسته؟! ما هذا الهزل؟ هل خروج السكرتير العام من الوفد، يعنى استقراره من وجهة نظر كاتب الخبر ومصدره السرى؟! قطعاً هذا الخبر مجهول المصدر، الذى تصدر الصفحة الأولى لصحيفة عريقة بحجم «أخبار اليوم» يثير تساؤلات عدة يجب توجيهها إلى الهيئة الوطنية للصحافة، المنوط به ضبط الأداء داخل الصحف القومية التى لا يجب أن تنجرف، إلى أسلوب الإثارة والاعتماد على الأخبار غير المستندة إلى مصدر، حتى لا تتساوى صحف هذه المؤسسة مع غيرها من صحف لا تملك سوى أسلوب «الفرقعة» طريقاً لجذب القارئ.

أيضاً التساؤلات موجهة لمؤسسة أخبار اليوم العريقة، التى تأسست على يد أكبر اسمين فى تاريخ الصحافة المصرية، الأخوين على ومصطفى أمين، حتى تعيد المؤسسة حساباتها الخاصة بنظام النشر، ومواجهة محاولة جرها لأسلوب نشر لا يتناسب مع المؤسسة وتاريخها وعراقتها، لأن الرزانة والتدقيق والاستناد إلى مصدر «عاقل» يجب أن يكون سبيل اخبار اليوم للتطوير، وليس الانجراف وراء وسائل وطرق مدارس صحفية أخرى لا يتجاوز عمرها اصابع اليد الواحدة.

أقول لكم الغرض من الخبر؟ طبعاً الهدف هو تطبيق نظرية «جوبلز» وزير الإعلام فى عهد هتلر، والذى كان يقول «علينا نشر الأكاذيب ضد خصومنا وتكرار نشرها حتى يصدقها الناس ويصدقها من اختلقها».. وبالتالى علينا أن نفهم أن من قاموا بفبركة أكاذيب سابقة حول حزب الوفد وسكرتيره العام، مازالوا يواصلون نشر الأكاذيب، حتى يصدقها الناس، ولكنهم لا يعرفون، أنها طريقة فاشلة، لن تفلح داخل حزب الوفد، لأن مثل هذه الأخبار المفبركة، تجعل الوفديين أكثر تماسكاً، وأكثر صلابة وعزيمة، وسوف تتحطم كل الأكاذيب على صخرة الوفد القوية، التى واجهت صعوبات ومناوءات، عبر تاريخ الحزب العريق.

الخلاصة... من يروجون الأكاذيب هم هواة وأقزام فى فن السياسة، مازالوا يحبون فى نفق مظلم ضيق سوف ينتهى بهم إلى طريق مسدود، وعلى هؤلاء الهواة الجدد فى عالم السياسة أن يدركوا أن الوفديين لديهم من القدرات والخبرات السياسيةـ التى تمتد إلى مائة عام- ما يكفى لحماية الحزب ومؤسساته، وهذه الخبرة هى التى ستفرض نفسها وتفرض كلمتها الوفدية فى نهاية المطاف.