رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

استضافت الإعلامية بسمة وهبة أ. سيد على فى برنامجها شيخ الحارة على قناة «القاهرة والناس» الجمعة 16/5/2017 وعرج الحديث إلى أن جمال عبدالناصر كان مشروعاً نبيلاً.. نبيلاً!.. وكيف ولم لا وهو الزعيم.. الزعيم!.. استهل المقال بما سطره الأستاذ والمفكر أحمد عبدالمعطى حجازى بمقالة (هذا الفكر هو الإرهاب!) بأهرام 14/6/2017 وها كم منه هذه الفقرة المهمة (.. منذ استطاع ضباط يوليو أن يستولوا على السلطة فيوقفوا بجهلهم واستبدادهم ومغامراتهم الطائشة حركة النهضة ويفتحوا الباب لأهل الكهف الذين تدفقوا على مصر بعد هزيمة يونيو التى أعلن الشيخ الشعراوى أنها أنقذتنا من الشيوعية التى كانت ستنتشر لو انتصرنا فى الحرب وردتنا إلى الإسلام الذى لم يعد يمثله إلا الإخوان ولم يعد يتحرك فى مصر إلى جانب الإخوان إلا من هم أكثر منهم تطرفاً وعنفاً وهمجية..) مشروع نبيل وزعيم.. ما شاء الله!

عبدالناصر لم يكن مشروعاً وطنياً شريفاً فى أى مرحلة من مراحل حياته ولا فى أى قرار من قراراته التى اتخذها!! هل كان صاحب مشروع وطنى نبيل أم خسيس عندما أطاح بالأحزاب وفى المقدمة منها حزب الوفد وعندما نكل برؤساء الأحزاب الوطنية وعندما شوه صورهم جميعاً وعلى رأسهم سعد باشا زغلول.. نكرر وهل كان وطنياً بما فعله مع من حماه وأصحابه من أعواد المشانق الفريق أ.ح. محمد نجيب الشهير باللواء محمد نجيب.. وعندما أقام محاكم هزلية لتحاكم قمم الوطنية مصطفى النحاس.. فؤاد سراج الدين.. وهل كانت دوافعه وطنية عندما صادر ممتلكات أحمد أبو الفتح وحسين أبو الفتح وجريدة المصرى والشرق للإعلانات وعندما اعتقل إحسان عبدالقدوس وصادر ممتلكاته وصحفه ومجلاته، وبما فعله مع مصطفى أمين وقراراته بتأميم الشركات والمصانع والاستيلاء على أراضى وممتلكات قمم وطنية تحت غطاء العدالة الاجتماعية وهى فى حقيقتها سنام النذالة الاجتماعية، وهل كان نبيلاً عندما استولى على ممتلكات وتحف ومجوهرات أسرة محمد على وأهدى وأغدق منها على زعماء انقلابات بدول أفريقيا، بل عندما غدر بالملك فاروق وهو ما لم يكن فى تخطيطه فى الميدان عندما ألغيت الملكية وإعلان الجمهورية، كما وردت نصاً واضحاً صريحاً فى كتاب ثروت عكاشة «مذكراتى فى السياسة والثقافة» الناشر مدبولى ط1 بالصفحة 104 وهاكم النص (وأعترف أننا كنا فيما انتويناه قبل ونحن نعد لهذه الحركة أن يكون قصارانا وقف الملك عند حده ورده عن طغيانه وتثبيت أركان الدستور وتمكين الشعب من حقوقه كاملة، فلا يكون عدوان هنا أو هناك) وكما ورد فى الأهرام بما قاله أ. فاروق جويدة لزكريا محيى الدين ونشر فى حينه: من أن موافقة الملك على كل شيء أغرتهم بالمزيد بل وما جاء فى كتيب جمال عبدالناصر «فلسفة الثورة».. ما جاء فيما ذكره سيد على هو الصورة المعكوسة لما كان عليه موقف الملك فاروق وكان كل الأمر بيده فى البداية ورفض رفضاً قاطعاً أن يقتتل أفراد من الجيش مع بعضهم.. وعندما قال السادات عند اتهام الملك بالسماح بالمراسلات.. قال السادات علناً بالتليفزيون (مال الملك بهذا الموضوع – دى كانت تلكيكة.. دى كان يكفى وزير الحربية بإصدار قرار بإلغائها)!.. الذى قهر الملك هو اسم ورتبة ومكانة.. محمد نجيب!.. وليس عبدالناصر وزمرته من صغار الضباط!.. أين النبل فى تشويه القادة الكبار؟!

يقول ثروت عكاشة فى كتابه المرجعى (مذكراتى فى السياسة والثقافة بالصفحة 127 (.. إلى أن انتهى الأمر يوم 14 نوفمبر 1954 بعزل الرئيس نجيب، ثم تلى ذلك القرار الذى صدر باعتقاله وهو من هو نبلاً وشجاعة؟.. فكرة المستبد العادل.. كيف يكون مستبداً وعادلاً؟! أى نبل فيها؟!.. القضاء على الطبقة الوسطى الكبيرة بكفاحها وتطلعاتها وآمالها لصالح الطبقة الدنيا والتى كان منها أغلب رجال عورة 23/7/52!)

يقول د. ثروت عكاشة فى ص 66 عن اللواء سعد الدين صبور مدير إدارة التدريب (..غير أننى رأيت أن جمال عبدالناصر لم يسكت عن مهاجمة اللواء صبور فى منشورات التنظيم على الرغم مما أبداه من عون، فاعترضت على ذلك، ولكنه لم يأخذ باعتراضى بحجة أن هذا التشهير سلاح علينا أن نستفيد منه إلى أبعد مدى ).. فأين النبل فى هذا أستاذ سيد على وأستاذة بسمة وهبة.. أين النبل فيمن خرج فى 8/1/ 1952 مع ثلاثة آخرين لاغتيال لواء على غير مسيرتهم وأطلقوا عليه الرصاص.. أين النبل فى هذا؟!.. أين النبل فى الخروج على المسيرة التى اعترف بها د. ثروت عكاشة فى ص 104 بما نصه (وأعترف أننا كنا فيما انتويناه قبل ونحن نعد لهذه الحركة أن يكون قصارانا وقف الملك عند حده ورده عن طغيانه وتثبيت أركان الدستور وتمكين الشعب من حقوقه كاملة فلا يكون عدوان هنا أو هناك).. أى نبل وأى شهامة فى التطاول على الملوك العرب؟!.. أى نبل فى إهداء ما لا يملك سواء بالميراث أو بأى أسباب أخرى لقادة دول أفريقية؟!.. كيف يجوز هذا؟!.. أى نبل فى التطاول على أسر بعينها؟!..أى نبل فى إصدار قرارات أضاعت كل سيناء واحتلال إسرائيل لها وتحطيم سلاح الطيران على الأرض واستشهاد عشرات الألوف من خيرة الضباط وصف الضباط والجنود بلا قتال لسذاجة تعامله مع إسرائيل بالأسلوب الذى فعله فى بناء أحداث 23/7/52!.. مرة أخرى أين النبل فى الألفاظ التى وجهها لملوك دول عربية، والمفارقة الكبرى أنها كانت هى سنده حين الانكسار! الجعجعة ليست شطارة دفع الشعب وحده ثمنها.