رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

ما زلت أواصل الحديث عن الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس، وظروف النشأة والتربية من سمنود حتى الوصول إلى الزعامة. يقول عباس حافظ في هذا الشأن:

يعود تاريخ بناء الدار التى كان فيها مولد مصطفى النحاس وإخوته إلى عهد جده المرحوم الشيخ سالم النحاس، فهو الذى شيدها وجعلها واسعة الرحاب، فسيحة الأفنية، على طراز ذلك العهد وأسلوب عمارته، وهى لا تزال إلى اليوم حسنة الطلاء، مدهونة بالزيت، جميلة النقوش. وقد آلت الدار إلى ولده المرحوم الشيخ محمد النحاس، والد الزعيم، فابتنى فوقها طبقتين زوَّج فيهما ولديه المرحوم محمد بك النحاس، والأستاذ سالم النحاس. وهى إلى اليوم منزل العشيرة، ولها في سمنود مقام كبير، وشأو عظيم، استمدته من مكان عميدها اليوم، الذى نبت منها أطيب منبت، ونشأ خير تنشئة، وأرسل اسم سمنود ذاتها مع مطار الشمس، ورفع ذكرها في العالم بجملته.

وكانت سمنود إلي عهد غير بعيد مركز تجارة واسعة للأخشاب، فاشتغل المرحوم الشيخ محمد النحاس، والد زعيمنا بهذه التجارة، ولم يكن تاجراً كبير الثروة متسع النطاق، مترامى المعاملة؛ ولكنه كان مع ذلك غنياً باسمه الحسن، وشهرته النقية، وسمعته الطاهرة فى الأسواق، وهو أنه التاجر المستقيم، أو «التاجر الذى لا يكذب»، فوثق الناس به، وسكنوا إلى ذمته حتى لقد كان التجار الآخرون إذا جاءهم أحد يريد معاملتهم لجئوا إليه يسألونه رأيه فيه، فإذا ما شهد له أخذوا بشهادته ووثقوا برأيه. ولقد كان فى سمنود تجار أخشاب أكبر منه ثروة، وأوسع من متجره نطاقاً، ولكنهم لم يصيبوا من حسن السمعة مثل الذى ترامى له، وتسامع الناس به، من أمر استقامته ونقاء ذمته، فكان مآل تجارتهم من بعدهم إلى زوال وفناء.

وكانت والدته سيدة تقية، صالحة، قوَّامة، صوَّامة مزكية؛ كما كان والده، إذ كان أفق العشيرة كذلك، جواً طاهراً، تسوده العبادة، ويغمره التقى وتراعى فيه الفرائض، وترفرف عليه أجنحة السكينة والدعة والسلام. وكانت التقوى فى آل النحاس مسموعة عنهم في المدينة من قديم الزمن، والتمسك بالدين أولى صفاتهم التى عرفوا بها فى المجامع والندوات.

وكان لمصطفى أخ من أبيه، وهو المرحوم أحمد النحاس، وخمسة أشقاء قضى كبيرهم وهو محمد النحاس نحبه، فله اليوم من الإخوة الأستاذ سالم النحاس، ومحمود النحاس التاجر، وعبدالعزيز النحاس بك، كبير المفتشين فى وزارة الداخلية، وله أخت وحيدة هى حضرة صاحبة العصمة السيدة زهرة النحاس، وكانت زوجاً للمرحوم إبراهيم شوقى، نجل المرحوم إبراهيم فوزى بك، محافظ القاهرة، فى إبان الثورة العرابية. وكان قد وكل إليه يومئذٍ بحماية أرواح الأجانب فلم يرق فى الثورة دم واحد منهم، ولم يُطَلَّ قتيل، فكان ذلك حقيقاً بفخار، حرياً بأن يسجل له صفحة ناصعة في كتاب الشهامة والوطنية ومَنَعَة الجوار، وقد وجدت هذه السيدة الفاضلة عند شقيقها مصطفى أعز الحنان، وأكبر الحب، وأعطف الرحم، وأندى القربى، كما وجد أبناؤها النجباء، وحيد وإخوته، عند خالهم الأب الراعى، والعميد الحنان البر، والولى الكريم.

«وللحديث بقية»

[email protected]