رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

ارتبطت ذكرى النكسة لدى بخطاب الهزيمة، والخروج إلى الشوارع لمطالبة عبدالناصر بعدم التنحى، الهزيمة كانت ثقيلة ومريرة وموجعه، الشعب تأكد أن زعيمه ومجلس قيادته يخدعونه، سنوات من الخطابة الإنشائية العدائية، تروج لقدرة وقوة أسطورية وسحرية، وإلى ساحر أو نبى يرفع عصاه أو ينطق بعض كلماته تمحى بعدها إسرائيل من الوجود، خطاب التنحى أفاق الشعب من غيبوبته، فك عنه السحر الذى كان يقع فى شراكة، عبدالناصر ليس زعيما أسطوريا، وليس نبيا أو ساحرا، عبدالناصر قد هزم وكسرنا معه، عبدالناصر أضاع سيناء والجولان والضفة وغزة، أضاع أرواح آلاف الشباب الذين كانوا يحلمون بتكوين أسرة وحياة كريمة، آلاف من الجنود عادوا يجرون أذيال خطابات حنجورية أسطورية وهمية، عندما طل عبد الناصر من الشاشة يلقى خطاب التنحى، تأكدنا جميعا أنه بشر مثلنا، وأن كلماته ليست مقدسة إذا وقعت على الاخر تمحيه وتقصيه، تحمله من الأراضى العربية إلى قاع البحر، كلمات عبدالناصر الآن غير، كلمات فارغة من القدرة والسحر والزعامة، لماذا الآن تريد أن ترحل؟، أتيت بالاحتلال وعليك أن تخرجه؟، بعضنا كان لا يزال داخل دائرة السحر، الكلمات والخطابات مازالت تسكن عقله وروحه، كان يرى عبدالناصر نبيا، مسيحا، قائدا أسطوريا، عبد الناصر الذى فى ذهنه يجمع بين الناسوت واللاهوت، لا يهزم ولا يقهر ولا ينكسر، كلماته تمتلك قدرة التحقق والفعل، بعضنا رفض الهزيمة، ورفض رؤيتها كما يراها البعض، النبى يمرض والبطل يتعثر والمسيح عذب، هذه ليست هزيمة، هذه نكسة، أيام وسيتعافى البطل النبى المسيح الأسطورة، وستعود لكلماته قدرتها السحرية، سوف ينطق ببعضها وسنرى إسرائيل فى البحر، شمشون وهنت قواه وانطفأت قدرته السحرية عندما قصت خصلات شعره، شمشون لم يمت ضعيفا مكسورا، شمشون لم يستسلم ولم ينزو فى المكان، شمشون صبر مثل جميع الأبطال حتى تعافى وعندما عادت له خصلاته مصدر قدراته السحرية وقوته غير البشرية، زأر مثل الأسد إيذانا بعودته وإعلانا عن غضبه، شمشون هدم المعبد وقتل أعدائه، فضل أن يموت تحت الأنقاض عن الانزواء مع الهزيمة، ضحى بحياته من أجل تحرير بنى جنسه من الأعداء، والمسيح استسلم لبطش اليهود لكى يرفع عن أبنائه وحوارييه وأتباعه الخطيئة، جميع أبطال الأساطير فعلوا لينقذوا البشرية، عبدالناصر سيتعافى وستعود إليه كلماته السحرية، وقوته الأسطورية، عبد الناصر سوف يطرد المحتل الصهيونى من الأراضى العربية، بعضنا مات دون أن يرى عبدالناصر يحرر هذه الأراضى، وبعضنا شاهد تحرير بعضها بدون إلقاء إسرائيل فى البحر، ومعظمنا شاهد المحتل الذى جاء به عبد الناصر يرحل بعد توقيعه معاهدة بعد معاهدة، وبعضنا مازال يعيش فى زمن الخطابة والإنشائية، ومازال ينتظر الكلمات السحرية، بعضنا لم ير حتى اللحظة أن عبد الناصر هو سبب الهزيمة، وأنه السبب فى احتلال الأراضى العربية، وانه المسئول عن المعاناة التى نعيشها منذ عام 1967، بعضنا مازالوا يرونها نكسة وكبوة، ويرون أن الأمل فى أن نتبنى زمن الخطابة الإنشائية وأن نستلهم شخصية الزعيم الوهمية.

 

 

[email protected]