رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أقول للزملاء فى الهيئة الوطنية للإعلام التى تم تشكيلها أخيرا مع باقى الهيئات المسئولة عن الصحافة والإعلام «كان الله فى عونكم» لأن المهمة ليست سهلة ولكنها أيضا ليست مستحيلة وأعتقد أن أمامكم طريقا غير معبد مليئا بالحفر والمطبات لكنكم لديكم المقدرة على تجاوز سلبيات المرحلة السابقة وإعادة الحياة من جديد لإعلام الدولة المفترى عليه ونصيحتى لكم التعامل بواقعية وبحسم مع مشكلاته، وبما أنكم مسئولون عن إعلام الدولة من الطبيعى ووفقا للقانون سيؤول لكم اتحاد الإذاعة والتليفزيون بكل ما له وما عليه. بعبارة أخرى إنكم أصبحتم مسئولين عن مشكلات مبنى ماسبيرو وبالتالى دعونا نتكلم بصراحة إياكم أن تبنوا قصورا على الرمال أو تكونوا تحلمون أكثر من اللازم وتوقعوا أن هناك عوامل ستثبط من عزيمتكم ومنها على سبيل المثال لا الحصر حالة الفوضى والانفلات الإعلامى وللأسف ليس سببها إعلام الدولة – المجنى عليه – فى زحمة القيل والقال ومحاولة إلصاق تهم به هو منها براء.

إن المسئول عن الفوضى الإعلامية هو بعض قنوات الإعلام الخاص والذى انحدر بوعى المتلقى خلال السنوات الأخيرة ونظرة على المشهد الإعلامى نجد قنوات فضائية – تبث برامجها من عشوائيات تحت السلم – ومنقولة عبر أقمار اصطناعية فى المنطقة العربية لا علاقة لها بالناقل الوطنى «نايل سات» وبالمناسبة أقدم كل للتحية لرئيسه اللواء أحمد أنيس وزير الإعلام الأسبق الذى حافظ على وطنية «النايل سات» وسط غزو أقمار أخرى تسبح فى نفس مداره.

وهناك قنوات أخرى نجدها تعلى من الإعلان بـ«النون» على الإعلام بـ«الميم» وتجعل من الوكالات الإعلانية تحكم سيطرتها على السياسات التحريرية لهذه القنوات الأمر، الذى يحول المحتوى البرامجى إلى تابع لأهداف هذه الوكالات.

ونعلم أن الهيئة الوطنية للإعلام معنية بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة المملوكة للدولة، ومعنى هذا أنه لن يكون لها أى سلطة على قنوات الإعلام الخاص، التى من المفترض أنها تخضع لقانون تنظيم الإعلام الجديد والمعنى به المجلس الأعلى ورغم ذلك مطلوب من الهيئة الوطنية للإعلام فى المرحلة الجديدة، أن تقدم الإعلام النموذج المتحرر من عوامل تشد نحو الإسفاف والفوضى وترتقى بعقل وفكر المتلقى.

ويمكن القول إن المرحلة الجديدة يجب أن تنظر للإعلام على أنه بانٍ وليس هادمًا فى وقت نحن أحوج ما يكون فيه لعودة الإعلام التنموى إلى الصورة، حيث لا نجد اليوم غير إعلام الصراخ والصوت العالى وإعلام النصف الفارغ من الكوب، نحن أحوج ما نكون إلى إعلام يقود نحو آفاق من التنوير ويقود عملية الاستنارة المجتمعية وهى أهم من تفاصيل صغيرة إذا علقت فيها الهيئة الجديدة، فإنها لن تتمكن من إصلاح الإعلام المصرى وهو الهدف المرجو من تشكيلها حتى يبعث إعلام الدولة بشكل يكون فيه قادرا على الأداء بمهنية عالية ووفق معايير وقيم يتفق عليها العقل الجمعى.

وأتمنى من الأخ حسين زين الذى أرجو له التوفيق أن يستمع جيدا لأصحاب الخبرة من الذين معه فى الهيئة لأنى أزعم أن لديهم رصيدا معرفيا بالحلول العملية لمشكلات الإعلام العام ومن أهم أولويات المرحلة من وجهة نظرى العمل على إرساء قواعد لنوع الإعلام المتخصص وهو إعلام مواجهة الإرهاب وزين كان رئيسا لقطاع القنوات المتخصصة، يعنى أنه يدرك أهمية مثل هذا النوع من الإعلام ولن يستطيع القيام به غير وسائل الإعلام العامة.