عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشعر أحياناً اني داخل نفق مظلم وكئيب حين أستيقظ من فترة لأخرى علي خبر "أنتحار" شاب أو شابة في مقتبل العمر.. ظاهرة لا أعرف لها ملامح ولا أبعاد لا أعرف سوي أنها "كبيسة" وحين يتصدرها الشباب تكون أكثر بؤساً وألماً ومرارً!  ومما يثير الزهول هو ذلك الحرص الغريب دائماً علي تدوين آخر الكلمات قبل الأنتحار علي صفحات التواصل الأجتماعي لتكون بذلك الذكرى الأخيرة للمتابعين والمعجبين!!!

لا أعرف حقاً ما الذي يفكر فيه شخصاً قرر أن ينهي حياته بيده قرر أن يكون الموت قرار وليس قدر مكتوب ومنتظر.. لا أعرف من أين تأتي تلك الشجاعة وهل من الجائز اعتبارها شجاعة أم يأس يصل إليه شخص فيتساوى لديه الموت والحياة لينتهي به الأمر إلي قتل نفسه.. لا أعرف اذا كانت الضغوط الأقتصادية وعدم إيجاد مصدر رزق كافي لتلك الخطوة أم عادة ما تكون هناك ضغوط نفسية أقوى وأقوى! وهل كل مكتئب على وجه الأرض قد يستسلم فى لحظة ضعف للأنتحار أم هناك علامات تحذيرية أخرى يجب أن يلاحظها المقربين.. لا أعرف هل هى مأساة ومعاناة جيل ومجتمع أم هو ضعف إيمان أولاً وأخيراً!

لا أعرف سبب واضح لهذا اليأس فقط أعرف أن هناك ما يسمى بالأمل والطموح.. الأمل الذى لولاه ما كنا لندخل في سباق الحياة متفائلين منتظرين حلم يستحق منا الأنتظار.. أعرف انه ليس هناك مستحيل في هذه الحياة إلا أحياء الموتى! أعرف انه بعد العسر يسر وان طال العسر.. أعرف ان الله عزو وجل يختبر صبرنا وقوة إيماننا كما يحب السائل اللحوح.. أعرف أن الأصرار على تحدى الفشل نجاح في حد ذاته.. أعرف أن كل لحظة صعبة يمر بها الأنسان تجعل منه أنسان أقوى وأكثر قدرة على مواجهة مشاق الدنيا ومآسيها.. أعرف أن هناك من لا يملك شيء ويرى فى نفسه القوة والقدوة وأن هناك من يملك كل شيء ويري نفسه دائماً ضعيفاً ومكسوراً.. أعرف الآلاف الذين صنعوا من لا شىء نجاح..!

لا تستلم للدنيا ومشاقها مهما ضاقت ستفرج ومهما حزنت ستبكى يوماً فرحاً بما عُوضت به.. لن تجد شخصاً في هذه الحياة يعيشها سعيداً وفى راحة بال بل دائماً هناك إبتلاء وإن أختلفت أشكاله فلا تستسلم ليأسك وضعفك وكن على يقين أنها ستفرج يوماً وأنظر إلى ما يستحق أن تعيش لأجله فغيرك أسطتاع أن يتحدى ويواجه ويهزم!  

وأخيراً لا تترك أحبابك يوماً وأنت تعرف ما يمرون به من أزمات نفسية وصحية وعاطفية فأخشي يوماً أن نكون بصحبه شخص لا نعرف مدى أستعداده على مفارقة الحياة وتركها أخشي أن تكون الأبتسامة التى يرسمها على وجهه تخفي حزن مرير ووجع قاتل يجبر صاحبه على الأستسلام للموت أخشي أن نكون بجواره وغير مدركين كم الأسي الذي يعيشه..

ربي أمنحنا القوة والشجاعة لنواجه ضعفنا واليقين لنتقبل قدرنا والرضا ليرتاح عقلنا..

[email protected]