عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق الأمل

كلمة التسامح هي كلمة جميلة لها معانٍ إلاهية بل معانٍ ذات نوع من الحب والأمل والتفاؤل، فالتسامح أساس العلاقات السوية بين بني البشر والتسامح  يسمو به الانسان إلى كل ما هو خير وجميل. وهذه المعاني تعبر عن الدعامات التي يقوم عليها المجتمع الاسلامي المؤسس علي الترابط الأخرى، كما أن التسامح دعوة صادقة لكيفية إشاعة المحبة وروح الألفة والنهي عن الكراهية والبغضاء التي تتسلل إلى ما بين الأحبة وتنتشر كل فترة من الأيام لإشعال نار الفتنة ووغر النفوس بغير أسباب حقيقية إلا بهدف هدم كيان المجتمع وتقويض بنيانه. ومن أجل ذلك اعتنى الاسلام أشد العناية بتوجيه الانسان المؤمن وحثه على تحمل المكاره بالصبر والحكمة وجعل لذلك قاعدة من أهم القواعد الاسلامية، ومنهجًا محددًا يقوم على حسن الأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يقول المولى عز وجل: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة». وكان الرسول صاحب الخلق العظيم يتسامح في أقصى المواقف وأشد الأزمات التي كانت تعترضه وليس ذلك التسامح استهانة بالنفس الانسانية وإنما هو لرفعة قدرها بالعفو عند المقدرة ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» «رواه البخاري» فالإسلام وضع ضوابط دقيقة في كل المعاملات الحيوية في المجتمع الاسلامي تحول دون الخلاف ودون الاستغلال لمنع المنازعات والمشاحنات حرصًا على سلامة العلاقات الطيبة في مسالك الوحدة الاجتماعية والترابط والتراحم الذي ألزم به كل مسلم ليحافظ الناس على صلاة الود فيما بينهم سواء كانت بين الأقارب أو الأصدقاء والجيران والأخوة في الله والزملاء في العمل والرفاق في الطريق وغير ذلك، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه» «رواه البخاري».

والمعنى في ذلك محمول على عموم الأخوة في الاسلام وغير الإسلام والمفهوم أيضاً عن المحبة هي إرادة الخير والمنفعة استنادًا الي المحبة الدينية لا البشرية لأن النفس والطباع البشرية متقلبة وقد تكره حصول الخير للغير ولذلك كان على الانسان أن يخالف الطباع البشرية، ويدعو لأخيه ويتمنى له ما يحب لنفسه بدعاء البر والاحسان وكلاهما فضيلتان من فضائل حسن التعامل في الإسلام التي أوصى بها الانسان المؤمن، وأن يرتفع عن هفوات آحاد الناس ويبقى صدره متسعًا بالرحمة والمشاعر الفياضة بالحلم وكرم الأخلاق والذي دائماً يستبيح الأعذار للقريب والبعيد ويتقبلها بالقول اللين والرفق بهم، حيث يقول المولى عز وجل: «قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم».

سورة البقر آية 263